امتلاء جامع الأزهر بالمصلين في ليلة من ليالي رمضان

كتب: محمد سامي

في الليلة الحادية عشرة من شهر رمضان المبارك، لعام 1446هـ، امتلأ جامع الأزهر العريق بالمصلين الذين توافدوا من مختلف أنحاء مصر وخارجها لأداء صلاتي العشاء والتراويح. كان المشهد مهيبًا، يفيض إيمانًا وخشوعًا، حيث امتزجت أصوات التلاوة بعبق التوبة والتضرع. أحس كل من حضر بنفحات الشهر الكريم، متقربًا إلى الله في أجواء روحانية هادئة.

حضور بارز من قيادات الأزهر

وجوه بارزة في الصلاة

شهدت هذه الليلة المباركة حضورًا مميزًا لعدد من قيادات وعلماء الأزهر الشريف، منهم فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ودكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، بالإضافة إلى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، والدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، والشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور أتى خضر، رئيس قطاع مكتب شيخ الأزهر. وقد شارك في الصلاة أيضًا عدد كبير من أساتذة وطلاب جامعة الأزهر.

تلاوات قرآنية مميزة

تنوع القراءات

أضفى تنوع القراءات القرآنية خلال صلاة التراويح رونقًا خاصًا على الليلة. فقد تولى إمامة المصلين الشيخ رضا رمضان عبد الجواد، مدرس القراءات بمنطقة المنيا الأزهرية، برواية الإمام قالون عن الإمام نافع المدني. كما قام الدكتور أسامة هاشم الحديدي، مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بالإمامة برواية الإمام السوسي عن الإمام أبي عمرو البصري. وأتم الشيخ أحمد محمد جعفر، عضو إدارة الرواق الأزهري بالإسكندرية، التلاوة برواية الإمام روح عن الإمام يعقوب الحضرمي. لقد كانت هذه التلاوات المتنوعة بمثابة رحلة روحانية عبر تاريخ القراءات القرآنية.

صلاة الشفع والوتر والفجر

تولى الشيخ محمد فوزي البربري إمامة المصلين في صلاة الشفع والوتر، بينما تولى الشيخ أحمد محمد جعفر إمامة صلاة الفجر، وقد تميزت القراءة في صلاتي الشفع والوتر وصلاة الفجر بتلاوة آيات من سورة يونس، مُضفيةً على هذه الصلوات جواً من الخشوع والسكينة.

لقد تجاوز عدد المصلين في جامع الأزهر آلافًا، مُشكلين مشهدًا يُجسّد وحدة المسلمين وترابطهم، وتعلقهم بكتاب الله وبيوته المقدسة. وقد كانت الليلة بمثابة تجسيد حيّ للإيمان الراسخ والروحانية العميقة التي تميز شهر رمضان المبارك.

يُذكر أن جامع الأزهر يُعتبر من أهم المعالم الإسلامية في العالم، ويُمثل رمزًا بارزًا للتاريخ الإسلامي والثقافة العربية. ويُعرف بكونه مركزًا دينيًا وعلميًا هامًا، يُقدم خدمات دينية وتعليمية عظيمة للمسلمين في جميع أنحاء العالم.