فن

وداعًا أيقونة الطرب المغربي: نعيمة سميح رحلت تاركةً إرثًا خالداً

كتب: ليلى بنعيسى

أحاط الحزنُ الوسطَ الفني المغربي والعربيّ برحيل الفنانة الكبيرة نعيمة سميح، التي وافتها المنية عن عمر يناهز 72 عامًا، بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض. لم يكن خبر رحيلها مجرد خبرٍ عابرٍ، بل كان بمثابة ضربة موجعةٍ هزّت قلوب محبيها ومُعجبيها في كل مكان.

وداعٌ مؤثرٌ: كلماتٌ تبكي القلوب

عبّر العديد من نجوم الفن عن حزنهم العميق لفقدان هذه الفنانة الاستثنائية. فقد قالت سميرة سعيد: “اليوم فقدتُ جزءًا من ذكرياتي، ووجهًا كان دائمًا مشرقًا بالحياة. لم تكن نعيمة مجرد صوتٍ استثنائيّ، بل كانت إنسانةً دافئةً، تملأ الدنيا بضحكتها وروحها الطيبة.”

أما سعد لمجرد، فقد نعى أيقونة الطرب المغربيّ بقوله: “رحم الله السيدة نعيمة سميح، كانت مثالًا للنقاء وطيبة القلب، وأيقونة لن تتكرر.”

صورة سعد لمجرد

وكتبت أسماء المنور: “غاب الهلال… آخر لقاء جمعني بها كان في مراكش، عندما جاءت لتهنئتي بمولودي، وحملته بين ذراعيها بدفء الأم. لن أنساها ما حييت.”

صورة أسماء المنور

كما عبرت ديانا حداد عن حزنها بقولها: “برحيلها، افتقدنا أحد أعظم الأصوات النسائية، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.”

صورة ديانا حداد

وأصالة، التي عبرت عن حزنها العميق، وصفت نعيمة سميح بأنها: “فيها مسحة ملائكية، كانت صوتًا نقيًا يشبه النور… رحمك الله يا سيدة الطرب الأصيل.”

صورة أصالة

ووصفها حسين الجسمي قائلًا: “نعيمة سميح.. صوت المغرب الأصيل وروح فنه العذبة، رمز للرقي والإحساس الصادق. رحمها الله وأسكنها الجنة.”

صورة حسين الجسمي

مسيرةٌ ذهبية: من مواهب إلى عرش الأغنية المغربية

وُلدت نعيمة سميح في الدار البيضاء عام 1954، وبرزت موهبتها مبكرًا من خلال برنامج المسابقات الشهير “مواهب” الذي قدّمه عبد النبي الجيراري، والذي أطلق أيضًا أسماءً لامعةً في سماء الغناء المغربيّ، مثل سميرة سعيد وعزيزة جلال. بصوتها العذب وإحساسها الصادق، تمكنت من احتلال مكانةٍ مرموقةٍ في قلوب الجمهور، مُقدّمةً لنا روائعَ خالدةً مثل “ياك أجرحي”, “غاب علي الهلال”, “أمري لله”, “جاري يا جاري”, و”أحلى صورة”. كما تعاونت مع ملحنين بارزين في المغرب والخليج، مثل يوسف مهنا الذي لحّن لها أغنية “واقف على بابك”.

صورة نعيمة سميح

مكانةٌ استثنائيةٌ

حظيت نعيمة سميح بتقديرٍ رسميٍّ وشعبيٍّ كبير، فقد ظهرت في أكثر من مناسبةٍ إلى جانب الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يُقدّر فنّها. كما كرّمها الملك محمد السادس بوسام الكفاءة الوطنية سنة 2007، تكريمًا لمسيرتها الفنية الاستثنائية.

صورة نعيمة سميح

إرثٌ خالدٌ في الذاكرة المغربية

برحيل نعيمة سميح، فقد المغرب والعالم العربيّ قامةً فنيةً شامخةً، لكنّها ستبقى حاضرةً في قلوب محبيها بأغانيها الخالدة، التي ستظلّ تصدحُ في الأرجاء، لتروي قصة فنانةٍ نقشت اسمها بحروفٍ من ذهب في سجل الخلود.

صورة نعيمة سميح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى