المفتي يؤكد استقلال الذمة المالية للمرأة وفقاً للشريعة الإسلامية

كتب: أحمد محمود

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الإسلام كفل للمرأة استقلال ذمتها المالية منذ أكثر من 1400 عام، ومنحها حق التملك والتصرف في أموالها دون تبعية للرجل، سواء كان أبًا، أو زوجًا، أو أخًا، أو ابنًا.

القرآن الكريم يؤكد استقلال المرأة المالي

أوضح مفتي الجمهورية، خلال حلقة برنامج «حديث المفتي» المذاع على قناة الناس، أن القرآن الكريم واضح في هذا الشأن، مستشهدًا بقوله تعالى: «للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن». وأكد أن هذه الآية الكريمة تؤكد استقلال المرأة المالي الكامل، مثلها كمثل الرجل، ولا يجوز لأحدٍ كان أن ينتزع حقها في التصرف بأموالها.

حقوق المرأة المالية في الإسلام

أضاف المفتي أن الإسلام منح المرأة الحق في البيع والشراء، والتجارة، وإبرام العقود المالية دون الحاجة إلى إذن وليها أو زوجها، وإن كانت استشارتهما من باب الفضل والمودة. كما أكد وجوب النفقة على الرجل، وليس على المرأة، حتى لو كانت غنية، مستشهدًا بقوله تعالى: «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم».

العمل والكسب للمرأة في الإسلام

وفيما يخص العمل، أكد الدكتور عياد أن الإسلام لم يمنع المرأة من العمل المشروع والتجارة والاستثمار، مشيرًا إلى أن السيدة خديجة -رضي الله عنها- كانت من أبرز سيدات الأعمال في مكة، وأن النبي ﷺ كان يدير تجارتها. كما حذر من الأفكار المتطرفة التي تحاول فرض تبعية المرأة ماليًا للرجل، مؤكدًا أنه لا يوجد أي نص شرعي يشترط إذن الرجل للمرأة في التصرف بمالها، وأن الحديث عن موافقة الزوج على تصرفات زوجته المالية أمر مستحب وليس إلزاميًا.

الإسلام سباق في حقوق المرأة

شدد الدكتور نظير عياد على أن الإسلام سبق القوانين الحديثة في تقرير استقلال الذمة المالية للمرأة، بينما كانت الحضارات الأخرى تعتبرها تابعة لزوجها، لا تملك أي حقوق مالية. ودعا إلى بناء علاقة زوجية تقوم على المودة والرحمة والمساواة، بعيدًا عن الظلم أو الاستغلال.