الجندي يفسر آيات الطور والذاريات: من جبل موسى إلى عقاب قوم لوط

كتب: أحمد السوهاجي
في تفسيره لآيات من سورتي الطور والذاريات، سلط الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الضوء على دلالات عميقة في القرآن الكريم، متناولًا جبل الطور في سيناء كرمز لمكانة مصر الدينية وعقاب قوم لوط كشاهد على عدل الله.
جبل الطور: تجلّي إلهي على أرض مصر
استهل الجندي تفسيره بآيات سورة الطور: “والطور، وكتاب مستور، في رق منشور”، موضحًا أن “الطور” يشير إلى جبل الطور بسيناء، حيث تجلى الله لنبيه موسى عليه السلام. وأكد على مكانة مصر باعتبارها الموضع الذي كلم الله فيه نبيه مباشرة، مشيرًا إلى الآية الكريمة: “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”.
اللوح المحفوظ: كتاب مستور
وانتقل الجندي إلى تفسير “كتاب مستور”، مبينًا أن العلماء فسّروها باللوح المحفوظ، وأن كلمة “مستور” تحمل معنى المكتوب في سطور، أو المحجوب والمخفي، مؤكدًا قدسية هذا الكتاب وحفظه عند الله.
عقاب قوم لوط: حجارة مسومة
ثم تناول الجندي قصة قوم لوط، مستشهدًا بآيات سورة الذاريات: “قالوا إنا أُرسِلنا إلى قومٍ مُجرمينَ.. لِنُرسِلَ عليهم حجارةً من طينٍ.. مُسَوَّمةً عندَ ربِّك للمسرفينَ”. وأوضح أن كلمة “مسومة” تعني مُعلَّمة، أي أن الحجارة لم تكن عشوائية، بل موجهة بدقة لكل مسرف.
ووصف الجندي هذه الحجارة بـ”الذخيرة الموجهة”، مؤكدًا أن كل حجر منها كان يحمل علامة خاصة، مما يدل على دقة العقاب الإلهي.
وأضاف الجندي أن عقاب قوم لوط لم يكن مقتصرًا على الحجارة، بل تعداه إلى انقلاب مدينتهم وإمطارهم بحجارة من سجيل. وأرجع سبب هذا العقاب إلى جرائمهم المتعددة، من كفر وفاحشة وقطع طريق وعدم إكرام الضيف، إضافة إلى تحريم ما أحل الله وإحلال ما حرم، مما ضاعف عقابهم.