الأخبار

شيخ الأزهر يكشف أسرار الدعاء: صدقة جارية ووسيلة للتواصل مع الخالق

كتب: محمد أبو السعود

قال فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، إنّ الدعاء في القرآن الكريم يحمل أكثر من معنى، فمعناه اللغوي هو الطلب. وأوضح فضيلته، في الحلقة السادسة والعشرين من برنامجه “الإمام الطيب”، أنّ هذا الطلب إن جاء من الأعلى للأدنى فهو أمر، وإن جاء من الأدنى للأعلى فهو التماس، أمّا بين متساويين فهو تَباس. وقد أشار إلى أنّ صيغة الدعاء في جميع الأحوال هي صيغة الأمر، حتى لو كان من الأدنى للأعلى، مثل قوله تعالى: “رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا”، و “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً”. فكلمتا “اغفر” و “آتنا” أفعال أمر، لكنّها تحمل هنا معنى الدعاء أو الالتماس.

معنى الدعاء عند مخاطبة الرسول

بيّن الإمام الطيب أنّ معنى الدعاء في قوله تعالى: “لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ۚ” هو النداء، مشيراً إلى أنّ بعض الصحابة كانوا ينادون النبيّ صلى الله عليه وسلم باسمه، فأوضح الله تعالى حرمة النبيّ، ووجوب التأدب معه باعتباره صاحب الوحي، كما في قوله تعالى: “قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي”. وقد أكّد فضيلته أنّ الوحي رفع النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى مرتبة الإنسان الكامل، وأنّ سيرته العطرة تُظهر أنه لا يُحتمل من البشر العاديّين ما تحمّله، مُشيداً بأدب الله تعالى له وتربيته له على هذه الفضائل.

أخلاق الإسلام في مناداة الكبار

شدّد فضيلة الإمام الطيب على ضرورة مراعاة آداب الإسلام في مخاطبة الكبار، بعدم مناداة الكبير باسمه فقط، بل بلفظ “حضرتك” أو ما شابه من كلمات الاحترام والتقدير. وأشار إلى تدهور مستوى التربية في المنازل، ومدارسنا، ووسائل الإعلام، و تأثير الأجهزة الإلكترونية الحديثة السلبي على سلوك الأطفال، مُضيفاً أنّ الله تعالى، رغم كل ذلك، يُرسل من يحمي هذه الأمة من هذه التحديات.

قرب الله ورحمته

وعن سبب نزول الآية الكريمة: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ”، أوضح الإمام الطيب أنّها نزلت إجابةً لتساؤل الصحابة عن قرب ربّنا، مُشيراً إلى أنّ هذا القرب ليس قرب مكان، بل قرب علم وسمع ورحمة. وأضاف أنّ الله تعالى يحبّ منّا التوجه إليه بالدعاء دائماً، فطاعته لا تنفعه، ومعصيته لا تضره، لكنّ صفات الكمال الإلهي كالإكرام والعفو والغفران تتطلب من العبد الاتجاه إليه بالدعاء طلباً للرحمة.

الفرق بين الدعاء والتسبيح

اختتم فضيلته حديثه بالفرق بين الدعاء والتسبيح، فالدعاء ذكر لله، والتسبيح ثناء وإجلال وتنزيه له سبحانه وتعالى. وأكّد أنّ الدعاء يكون صدقة جارية إذا كان من ولد صالح، كما جاء في حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم، مُوصياً بالثقة بالله تعالى في الدعاء، وأن يكون للذاكر يقين بأنّه لا ملجأ له إلا الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى