حوار مع نقيب مقرئي القرآن الكريم: مصر رائدةٌ في التلاوة القرآنية.. وهذه خططنا للمستقبل

كتب: محمد خالد
تُعتبر التلاوة القرآنية من أرقى الفنون التي تُجسّد جمال وروعة اللغة العربية، ومصر تحتفظ بريادتها في هذا المجال بكل فخر. فقد قدمت مصر للعالم أروع الأصوات وأتقنها في أداء القرآن الكريم، وساهمت في نشر تعاليمه في ربوع الأرض. وفي هذا السياق، تأتي جهود نقابة مقرئي القرآن الكريم ووزارة الأوقاف لتعزيز التعليم القرآني، مع التركيز على صقل مهارات الأجيال الجديدة من القراء.
معايير اختيار قراء صلاة التراويح في المساجد الكبرى
يُختار قراء صلاة التراويح والعشاء في المساجد الكبرى، ومنها الأزهر الشريف، بعناية فائقة. فالأزهر يضم نخبة من القراء المتمكنين، الذين يتقنون القراءة برواية حفص عن عاصم وغيرها من القراءات، بأداء احترافي متقن. أما في مساجد آل البيت (السيدة نفيسة، سيدنا الحسين، والسيدة زينب)، فتتعاون وزارة الأوقاف مع نقابة القراء لاختيار كبار قراء إذاعة مصر، بناءً على ترشيحات النقابة، لإمامة صلوات العشاء والتراويح خلال شهر رمضان المبارك.
تأثير جمال الصوت وجودة التلاوة على خشوع المصلين
لا شك أن سماع القرآن الكريم بتلاوة محكمة وصوتٍ عذب يُعزز من تعلق المُصلي بالقرآن، ويُزيد من خشوعه. فالتلاوة المتقنة والصوت الجميل يُسعدان المُصلي ويُشعراه بالسكينة. وعكس ذلك تمامًا، قد تُسبب القراءة غير المتقنة شعورًا بعدم الراحة. لكن حتى القارئ غير المُشهور، إذا كان متمكنًا وصوته جميلاً، فإنه يجذب المُصلين ويشعرهم بالراحة، حتى وإن طالت الصلاة، بل قد يطلبون منه الإطالة، لأنهم يستمتعون بتلك القراءة المتقنة والأصوات العذبة.
دور كبار القراء في تعزيز روحانية رمضان
حضور قراء إذاعة مصر لصلاة التراويح في مساجد كمسجد الحسين مثلاً، يُضيف رونقًا خاصًا للصلاة. فجمال الصوت والإتقان في الأداء يجعل الوقت يمر بسرعة، ولا يشعر المُصلون بالتعب مهما طالت الصلاة. هذه الظاهرة الرائعة تُعزز روحانية رمضان، وقد لاحظنا هذا العام انتشارًا واسعًا لهذه الظاهرة، وإقبالًا كبيرًا من الناس على الصلاة.
مبادرات لتعليم الأطفال أصول التلاوة
نسعى في النقابة لاكتشاف المواهب الصغيرة في مجال حفظ القرآن الكريم والتلاوة، ونمنح الأطفال الذين يرغبون في الحفظ أو قد حفظوا عضوية شرفية لتشجيعهم. كما تُعد الكتاتيب وحلقات التحفيظ من أهم الأنشطة التي تُنظمها النقابة، حيث يُدرب الأعضاء المُتميزون الأطفال على التلاوة والتجويد، ويساهمون في تعليمهم في الأزهر الشريف أيضًا. هدفنا هو تعليم الأطفال التلاوة والتجويد بأسلوب مبسط ومناسب لأعمارهم.
تطور برامج وزارة الأوقاف في رمضان
حققت وزارة الأوقاف تطورًا ملحوظًا في برامجها الرمضانية، أبرزها نقل صلاة العشاء والتراويح من مسجد سيدنا الحسين عبر الشاشات، مبادرةٌ استمرت منذ عهد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، واستمر فيها الدكتور أسامة الأزهري. هذا النقل يجعل الصلاة متاحة للجميع، حتى من يمنعه ظرف صحي أو غيره من الذهاب للمسجد، مما يُعزز من التواصل الروحاني بين الناس.
إحياء مدرسة التلاوة المصرية
الجهود المبذولة لإحياء مدرسة التلاوة المصرية مُشجعة، خصوصًا مع مبادرة الدكتور أسامة الأزهرى لإعادة إحياء الكتاتيب. وتُمثل إعادة الكتاتيب خطوةً هامةً في الحفاظ على تراث التلاوة المصري. وتتمثل التحديات في نقص المعلمين المُتخصصين، و الحاجة لتطوير الكتاتيب لتناسب العصر الحديث. لكن الوزارة والنقابة تعملان على اكتشاف المواهب وتوفير التدريب اللازم.
دور نقابة القراء في تدريب جيل جديد
تلعب نقابة القراء دورًا حيويًا في تدريب جيل جديد من القراء، من خلال اكتشاف المواهب وتوجيهها. وسيُساعد التعاون مع وزارة الأوقاف على الوصول إلى مختلف محافظات مصر لاكتشاف المواهب وتنمية مهاراتهم، لتحقيق الريادة المصرية في هذا المجال.
دور قنوات مصر قرآن الكريم والناس
تُساهم قنوات مثل «مصر قرآن كريم» و«الناس» في دعم القراء المصريين ونشر صوتهم عالميًا، من خلال تقديم محتوى قرآني متميز، وإتاحة الفرصة للقراء للوصول لجمهور أوسع.
تأثير تطوير مساجد آل البيت
تُعزز بيئة المساجد المهيأة من رغبة الناس في أداء العبادة، كما في مسجد سيدنا الحسين، حيث يصلون ٢٠ ركعة دون ملل. ونأمل أن يشمل التطوير كافة مساجد مصر.
الحفاظ على الريادة المصرية
لا يُنازع أحد مصر ريادتها في مجال التلاوة، فهي رائدةٌ في هذا المجال، وقد أسست إذاعة القرآن الكريم، وأنتجت جيلاً من القراء الذين انتشروا في العالم.
التعاون مع دول أخرى
نحن على استعداد للتعاون مع أي دولة ترغب في الاستفادة من خبراتنا في مجال القرآن الكريم، لدعمهم وتزويدهم بالخبرات اللازمة لتدريب القراء وتحسين جودة التلاوة.