مجزرة قطار بلوشستان.. 50 قتيلاً وغموض يلف حصيلة المأساة

شهدت باكستان تطوراً مروعاً في أحداث اختطاف قطار بمحافظة بلوشستان، حيث أعلن مسلحون باكستانيون مسؤوليتهم عن مقتل خمسين راكبًا كانوا رهائن على متن القطار، بينما أعلنت السلطات الباكستانية إنقاذ 190 راكباً آخرين. وقد وقع الحادث يوم الثلاثاء، عقب اختطاف عشرات المسلحين الانفصاليين من البلوش للقطار الذي كان يقل أكثر من 400 شخص.
عملية إنقاذ معقدة
سيطر الجيش الباكستاني، يوم الأربعاء، على محطة السكك الحديدية الرئيسية في بلوشستان، وأفادت إذاعة باكستان الرسمية بأن القوات أنقذت 190 راكبًا، بينهم نساء وأطفال. وأشارت مصادر أمنية إلى مقتل 30 مسلحاً خلال عملية الإنقاذ، التي وصفتها التقارير بأنها معقدة للغاية، خصوصاً مع وجود مهاجمين يرتدون أحزمة ناسفة جلسوا بجوار الرهائن، كما نقلت وكالة رويترز (المصدر). وقد تم نقل 37 مصاباً إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
جيش تحرير بلوشستان يتبنى الهجوم
أعلنت جماعة جيش تحرير بلوشستان مسؤوليتها عن الهجوم، حيث قامت بتفجير جزء من خط السكة الحديدية قبل مهاجمة القطار المتجه من كويتا إلى بيشاور في منطقة موشكاف. وكانت الجماعة قد أعلنت مساء الثلاثاء احتجازها 214 شخصاً كرهائن، من بينهم أفراد من الجيش والشرطة وجهاز الاستخبارات، وهو ما يناقض جزئياً أرقام الإنقاذ التي أعلنتها السلطات.
خلفية الصراع في بلوشستان
تشهد بلوشستان تمرداً انفصالياً منذ عقود، تتهم فيه الجماعات الانفصالية الحكومة بنهب موارد المقاطعة وترك سكانها في فقر مدقع. وتتهم تلك الجماعات قوات الأمن بارتكاب انتهاكات، وهو ما ينفيه المسؤولون الحكوميون بشدة، مؤكدين عملهم على تنمية المقاطعة عبر مشاريع تطوير ضخمة بتمويل صيني. وقد وصف شاهد عيان مشهداً مؤلماً لوصول عشرات النعوش الفارغة إلى محطة قطارات كويتا، مع انتشار كثيف للجيش ووصول ذوي الرهائن بحثاً عن أحبائهم.
يُذكر أن رويترز لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من عدد الضحايا، مما يترك علامات استفهام كبيرة حول حجم المأساة الحقيقية.