نجاح باهر.. أول مريض يغادر المستشفى بقلب اصطناعي في أستراليا!

كتب: محمد سامي
شهدت أستراليا حدثًا طبيًا تاريخيًا يُشيد به العالم أجمع، بعد أن غادر أول مريض المستشفى وهو يحمل قلبًا اصطناعيًا! نجاحٌ يُعتبر قفزة نوعية في عالم زراعة الأعضاء، ويفتح آفاقًا جديدة لعلاج قصور القلب.
كيف يعمل القلب الاصطناعي؟
جراحة دقيقة ونتائج مذهلة
في عملية جراحية دقيقة استغرقت ست ساعات بسيدني خلال نوفمبر الماضي 2024، زرع فريق طبي ماهر قلبًا اصطناعيًا كاملًا من طراز BiVACOR في صدر مريض يعاني من قصور شديد في القلب. هذا القلب الاصطناعي، المصنوع من التيتانيوم، عبارة عن مضخة دم ميكانيكية متطورة.
حالة المريض كانت حرجة للغاية قبل الجراحة، لدرجة أنه كان يكاد يعجز عن أداء أبسط الأعمال، مثل الذهاب إلى الحمام. لم يكن من المتوقع أن يعيش طويلًا بما يكفي للحصول على قلب من متبرع.
تمت عملية الزرع كحل مؤقت لحين توافر قلب من متبرع، لكن BiVACOR مصمم ليكون بديلاً دائمًا للقلب الفاشل، ويُرجى أن يُنهي هذا الاختراع الحاجة إلى قلوب المتبرعين تمامًا في المستقبل.
القلب الاصطناعي BiVACOR
تقنية مغناطيسية ثورية
يعتمد BiVACOR على تقنية مغناطيسية مبتكرة لضخ الدم في الجسم، حيث يستخدم محركًا خاصًا يمنع أي تآكل ميكانيكي بين أجزائه. يُعلق المغناطيس دوار المحرك، مما يمنع الاحتكاك والتآكل مع مرور الوقت. هذا الاختراع المذهل من دانيال تيمز، الذي كرس حياته لإنشائه.

صغر حجم الجهاز، الذي لا يتجاوز حجمه حجم قلب طفل يبلغ من العمر 12 عامًا ووزنه 650 جرامًا، يُعد إنجازًا مذهلًا، حيث لا يشعر المرضى به داخل أجسامهم.
يُشغل الجهاز ببطارية خارجية قابلة لإعادة الشحن، تُوصل بالقلب عبر سلك في صدر المريض، وتدوم البطارية أربع ساعات قبل أن تُنبه المريض بضرورة استبدالها. ويُأمل في المستقبل استخدام شاحن لاسلكي مثل شحن الهواتف المحمولة.
يُروي الدكتور تيمز قصة إلهامه بالفكرة، مشيرًا إلى ساعات طفولته الطويلة مع والده السباك وهو يتلاعب بمضخات المياه. وقد توفي والده لاحقًا بسبب قصور القلب، مما زاد من عزيمة تيمز على إتمام اختراعه.
وصف الدكتور بول جانز، الذي أجرى الجراحة في مستشفى سانت فينسينت، شعوره بأنه قشعريرة، مضيفًا: “كان هناك بالتأكيد توتر، خاصة عندما قام دانيال تيمز بتشغيل القلب الاصطناعي”.
أول عملية زرع قلب
امل جديد للمرضى
أعرب الدكتور تيمز عن امتنانه للمريض، وهو رجل في الأربعينيات من عمره من نيو ساوث ويلز، الذي تطوع للمشاركة في هذه التجربة الرائدة. عاش الرجل مع القلب الاصطناعي لأكثر من مئة يوم، حتى تم العثور على قلب بشري مناسب له الأسبوع الماضي، وقد نجحت عملية زراعة القلب، وهو الآن يتعافى بشكل جيد.

يتوقع الدكتور تيمز خلال عامين أو ثلاثة أن يصبح قلبه الاصطناعي متاحًا على نطاق أوسع، مضيفًا: “نحن بحاجة فقط إلى تصنيع المزيد من الأجهزة، وهذا هو القيد الوحيد في الوقت الحالي… نعمل على تكثيف التصنيع حتى تظل هذه الأجهزة جاهزة للاستخدام”.
من المقرر زرع أربعة أجهزة أخرى هذا العام، في إطار برنامج القلب الاصطناعي الرائد الذي تقوده جامعة موناش. وقد تم زرع أجهزة BiVACOR للمرة الأولى في مريض في يوليو 2024، ولكنه لم يغادر المستشفى قط. وقد تلقاها أربعة مرضى آخرين في الولايات المتحدة، لكنهم لم يغادروا المستشفى معها.
أكد الدكتور جانز على أهمية إجراء هذه العملية التاريخية في نفس المكان الذي أجريت فيه أول عملية زرع قلب في أستراليا عام 1968.
يُشير الدكتور كريس هايوارد، طبيب القلب في مستشفى سانت فينسينت بسيدني، إلى أن القلب الاصطناعي BiVACOR سيكون بديلاً حيوياً للمرضى الذين لا يستطيعون الانتظار للحصول على قلب من متبرع، أو عندما لا يكون متاحًا.