حكم خلع الأسنان في رمضان: فتوى دار الإفتاء المصرية

كتب: د. أحمد عبد الرحمن

يُشغل بال الكثير من الصائمين خلال شهر رمضان المبارك العديد من الأسئلة المتعلقة بأحكام الصيام، ومن بين هذه الأسئلة ما يتعلق بإجراءات طبية قد تتطلب تدخلاً في الفم، مثل خلع الأسنان. فهل يبطل خلع الأسنان الصيام؟ وهل يؤثر خروج الدم على صحة الصوم؟ هذا ما سنوضحه بناءً على فتوى دار الإفتاء المصرية.

حكم خلع الأسنان أثناء الصيام

أثارت هذه المسألة جدلاً بين الصائمين، فكثيرون يتحرّون الدقة في تطبيق أحكام الصيام، ساعين لضمان صحة صيامهم وسلامته من أي شائبة. وقد تلقّت دار الإفتاء المصرية استفسارات عديدة حول هذا الموضوع، وقد أصدرت بيانًا مُفصلاً يُجيب على هذه التساؤلات الهامة.

توضيح دار الإفتاء المصرية

أكدت دار الإفتاء المصرية، بناءً على أحكام الشريعة الإسلامية، أن خلع الأسنان في نهار رمضان جائز ولا يُبطل الصوم. ويستند هذا الحكم على شرط أساسي وهو عدم دخول أي شيء إلى الجوف. فخروج الدم الناتج عن عملية الخلع لا يُؤثر على صحة الصيام، ولا يُعدّ من المفطرات.

إجراءات تنظيف وحشو الأسنان

تُوسّع دار الإفتاء التوضيح لتشمل إجراءات أخرى تتعلق بالفم كالنظافة، الحشو، وحتى الحقن الموضعية المُخدرة المستخدمة في مثل هذه العمليات. فجميع هذه الإجراءات لا تُفسد الصيام، بشرط الالتزام بالتحفظ من ابتلاع أي شيء من الدواء أو الدم. فهذا هو الشرط الأساسي الذي يجب مراعاته للحفاظ على صحة الصيام.

استخدام الإبر المخدرة

وتُشير دار الإفتاء إلى أن استخدام الإبر المخدرة (البنج) لا يُؤثر على صحة الصيام أيضًا، لأن المادة المخدرة لا تُعتبر من الأكل أو الشرب، ولا تصل إلى الجوف. ويُؤكد البيان على أن الأصل في الصوم هو الصحة والسلامة، ولا يُعتَبَر مفسداً إلا ما نصّت الشريعة على أنه كذلك. ويبقى الصوم صحيحاً ما لم يُغيّر هذا الأصل أي أمرٍ من المُفطرات.

التأجيل إن أمكن

وبالرغم من جواز إجراء هذه العمليات خلال نهار رمضان، تنصح دار الإفتاء بإمكانية تأجيلها لما بعد الإفطار إن أمكن. فهذا أولى وأفضل من حيث الراحة النفسية للصائم والتأكد من عدم حدوث أي موقف قد يُثير الشكوك حول صحة صيامه. فالتأجيل يُجنّب الصائم أيّ قلق أو تساؤل حول شرعية صومه، مما يُسهم في طمأنينة نفسه وتركيزه على عبادة الله تعالى.

في الختام، يوضح هذا التوضيح من دار الإفتاء المصرية أحكام خلع الأسنان وغيرها من إجراءات الفم خلال شهر رمضان المبارك. ويُشدد على أهمية الالتزام بالشرط الأساسي وهو عدم دخول أي شيء إلى الجوف، مع التشجيع على التأجيل إن أمكن لضمان راحة الصائم وطمأنينة قلبه.