غضب نتنياهو في المحكمة: تفاصيل جلسة مثيرة خلال محاكمته

كتب: دان شمعون
شهدت جلسةٌ من جلسات محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، تصاعدًا غير مسبوق في التوتر، حيث فقد نتنياهو أعصابه أمام القضاة، وفقًا لما أوردته القناة 13 الإسرائيلية. لم يكتفِ نتنياهو بالتصريحات النارية، بل تجاوز ذلك إلى تصرفاتٍ غير لائقة داخل قاعة المحكمة.
تفاصيل المشهد المتوتر
انفجار الغضب
تقول التقارير إن نتنياهو صرخ في وجه القضاة، متهمًا إياهم بجعل حياته بائسة. لم يقتصر الأمر على الصراخ فقط، بل أضافت القناة 13 أن نتنياهو طرق بقوة على منصة المحكمة، مطالبًا بحقه في الحصول على وقت كافٍ للدفاع عن نفسه. يُظهر هذا التصرف مدى الضغط النفسي الذي يعاني منه نتنياهو خلال هذه المحاكمة المفصلية في حياته السياسية.
مواجهة مع المدعين
لم يقتصر غضب نتنياهو على القضاة، بل امتد إلى المدعين العامين الذين وصفهم بأنه يعيشون في عالمٍ بديل. ووجه إليهم اتهاماتٍ حادة، زاعمًا أنهم جعلوا حياته جحيماً. يُشير هذا إلى تصعيدٍ واضح في لهجة نتنياهو تجاه خصومه، مما يُزيد من حدة التوتر المُحيط بهذه القضية.
طلبات نتنياهو والرد القضائي
ووفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، عندما طلب نتنياهو التوسع في شرح بعض النقاط المتعلقة بالاتهامات الموجهة إليه، ضرب على الطاولة بقوة، الأمر الذي دفع القضاة إلى مناشدته لخفض صوته والالتزام بقواعد المحكمة. يُبرز هذا التوتر المتزايد بين نتنياهو والقضاء، مُظهرًا رفضه للقيود المفروضة عليه خلال جلسات المحاكمة.
خلفية القضية
الاتهامات الموجهة لنتنياهو
تُعد هذه الجلسة هي السابعة عشرة ضمن جلسات الإدلاء بشهادة نتنياهو في قضايا فسادٍ متعددة. يواجه نتنياهو اتهاماتٍ خطيرة تتضمن الرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة في ثلاث قضايا منفصلة (القضايا 1000، 2000، و4000). تُركز هذه الاتهامات على تلقي نتنياهو هدايا ثمينة مقابل تقديم مزايا تنظيمية ودعم دبلوماسي لرجال أعمال بارزين، بالإضافة إلى التلاعب بالتغطية الإعلامية لصالحه.
تأثير القضية على المشهد السياسي الإسرائيلي
لم تُحصر تداعيات هذه القضايا على نتنياهو شخصيًا، بل امتدت لتؤثر بشكلٍ كبير على المشهد السياسي الإسرائيلي. لقد أدت هذه القضايا إلى سنوات من الاضطرابات السياسية، مما صعّب تشكيل أغلبية مستقرة في الكنيست، وأسفر عن إجراء خمس انتخاباتٍ في أقل من أربع سنوات. يُظهر هذا مدى عمق الأزمة السياسية التي أحدثتها هذه المحاكمة، وتأثيرها المباشر على استقرار النظام السياسي الإسرائيلي.
يُعتبر هذا التصرف من نتنياهو مؤشرًا على الضغط الهائل الذي يتعرض له، كما يُسلط الضوء على حدة الصراع القائم بينه وبين القضاء الإسرائيلي. وستكون جلسات المحاكمة المُقبلة بمثابة اختبارٍ حقيقيٍ لقدرة القضاء على الحفاظ على حياديته، ولمدى قدرة نتنياهو على التحكم في انفعالاته خلال هذه المرحلة الحرجة من حياته المهنية.