دنمارك تُشدد على سيادتها في غرينلاند.. أطماع أمريكية قديمة تُثير التوتر

كتب: أحمد محمود
تتجدد المخاوف بشأن مستقبل غرينلاند، أكبر جزيرة في العالم، في ظل تجدد الأطماع الأمريكية في ضمها. وفي زيارة حديثة إلى الإقليم، أكدت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميته فريدريكسن، على السلامة الإقليمية لغرينلاند، مشددة على سيادة الدنمارك على هذه الأرض المترامية الأطراف. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث لا تزال الولايات المتحدة تُظهر اهتمامًا واضحًا بضم الجزيرة، الأمر الذي يُثير التوتر بين كوبنهاغن وواشنطن.
غرينلاند.. جوهرة القطب الشمالي تُثير الجدل
تمتلك غرينلاند أهمية استراتيجية كبيرة نظرًا لموقعها الجغرافي في القطب الشمالي، وما يترتب على ذلك من نفوذ جيوسياسي. فهي تُعد بوابة إلى المحيط المتجمد الشمالي، الذي يشهد تزايدًا في الأهمية بسبب ذوبان الجليد وفتح طرق بحرية جديدة. كما تُزخر غرينلاند بثروات طبيعية هائلة، بما في ذلك المعادن النفيسة والنفط والغاز، مما يجعلها محط أنظار الدول الكبرى.
مخاوف دنماركية من الأطماع الأمريكية
ترى الدنمارك في الأطماع الأمريكية تهديدًا مباشرًا لسيادتها على غرينلاند، التي تتمتع بحكم ذاتي واسع النطاق، لكنها لا تزال تابعة للتاج الدنماركي. وتعتبر كوبنهاغن أن أي محاولة لضم الجزيرة من قبل الولايات المتحدة ستكون انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا للاستقرار في المنطقة. وتؤكد الحكومة الدنماركية على حق شعب غرينلاند في تقرير مصيره، ولكن ضمن إطار السيادة الدنماركية.
الموقف الأمريكي.. بين الطموح والواقع
لطالما سعت الولايات المتحدة إلى تعزيز نفوذها في غرينلاند، فعرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شراء الجزيرة في عام 2019، لكن عرضه قوبل بالرفض من قبل الدنمارك. ورغم نفي الإدارة الأمريكية الحالية نيتها شراء غرينلاند، إلا أنها تواصل تعزيز وجودها العسكري والاقتصادي في المنطقة، مما يثير قلق الحكومة الدنماركية. هذا القلق يتزايد في ظل التنافس الدولي المتصاعد على الموارد والنفوذ في القطب الشمالي.
مستقبل غرينلاند.. تحديات وصعوبات
يواجه شعب غرينلاند تحديات كبيرة في ظل هذا الصراع الدولي على أرضه. فمن ناحية، يطمح البعض إلى الاستقلال التام عن الدنمارك، ومن ناحية أخرى، يخشى آخرون من التداعيات السلبية لفقدان الدعم الاقتصادي الدنماركي. وتبقى مسألة الاستقلال ومستقبل العلاقة مع الدنمارك والولايات المتحدة من أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام في غرينلاند.
ومع تزايد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، يبقى مصير غرينلاند معلقًا بين طموحات الاستقلال ومخاوف السيادة، وسط تحديات التغير المناخي وتسارع ذوبان الجليد الذي يفتح آفاقاً جديدة، ولكنها تحمل في طياتها مخاطر جسيمة.