ترمب يُذهل الصحافة بـ”البطاقة الذهبية”.. امتيازات خاصة بـ 5 ملايين دولار!

كتب: أحمد السيد
في مشهدٍ أثار دهشة واستغراب أوساط الصحافة، كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عن تصميمٍ فاخرٍ لـ”البطاقة الذهبية”، والتي سيُصدرها للإعلاميين المرافقين له على متن طائرة الرئاسة، بقيمةٍ خياليةٍ تبلغ 5 ملايين دولار. هذه الخطوة غير المسبوقة أثارت جدلًا واسعًا، خاصةً مع التساؤلات حول طبيعة الامتيازات التي ستُقدمها هذه البطاقة، وهل تُمثّل أسلوبًا جديدًا للتأثير على تغطية الأحداث الرئاسية.
امتيازاتٌ غير مسبوقة.. ماذا تخفي “البطاقة الذهبية”؟
تُشير التقارير إلى أن “البطاقة الذهبية” ستمنح حامليها امتيازاتٍ غير مسبوقة، تتجاوز مجرد مرافقة الرئيس على متن الطائرة. فمن المتوقع أن تُتيح هذه البطاقة وصولًا حصريًا للمعلومات واللقاءات مع كبار المسؤولين، بالإضافة إلى خدماتٍ فندقيةٍ فاخرةٍ وترتيباتٍ سفرٍ خاصة. هذا الكمّ من الامتيازات يُثير تساؤلاتٍ حول مدى تأثيره على مصداقية وحيادية التغطية الصحفية، وهل سيُصبح الصحفيون حاملوا البطاقات أكثر ميلًا لتقديم صورةٍ إيجابيةٍ عن إدارة الرئيس، مقابل هذه الامتيازات الاستثنائية؟
جدلٌ واسعٌ حول استقلالية الصحافة
أثار إعلان ترمب عن “البطاقة الذهبية” موجةً من الانتقادات من قِبل منظماتٍ حقوقيةٍ وصحفية، التي أعربت عن قلقها من تأثير هذه الخطوة على استقلالية الصحافة. فمنح امتيازاتٍ خاصةٍ لفئةٍ مُعينةٍ من الصحفيين يُمكن أن يُؤدي إلى انحيازٍ في التغطية، ويُضعف من دور الصحافة كسلطةٍ رابعةٍ تُراقب أداء الحكومة. البعض يرى أن هذه الخطوة تُمثّل محاولةً غير مباشرةٍ للتأثير على الرأي العام، من خلال توجيه التغطية الإعلامية بما يُناسب مصالح الإدارة الرئاسية.
هل تُعيد “البطاقة الذهبية” تعريف العلاقة بين الرئيس والصحافة؟
لطالما اتسمت العلاقة بين الرؤساء الأمريكيين والصحافة بقدرٍ من التوتر والتنافس، إلا أن خطوة ترمب بإطلاق “البطاقة الذهبية” تُمثّل تحولًا نوعيًا في هذه العلاقة. فبدلًا من التفاعل المُباشر والمُكاشف مع جميع وسائل الإعلام، يبدو أن ترمب يسعى لخلق دائرةٍ خاصةٍ من الصحفيين، يحظون بامتيازاتٍ تُسهّل عملهم وتُقرّبهم من دوائر صنع القرار. يُبقى أن نرى كيف ستتطور هذه العلاقة في المستقبل، وما هو تأثيرها على المشهد الإعلامي والسياسي في الولايات المتحدة.
مخاوفٌ من تأثير المال على الإعلام
أحد أهم المخاوف التي أثارها طرح “البطاقة الذهبية” هو تأثير المال على نزاهة الإعلام. فرغم أن البطاقة تُقدّم على أنها امتيازٌ خاصٌ، إلا أن قيمتها الباهظة تُشير إلى وجود بُعدٍ ماليٍّ في هذه المعادلة. هذا يُثير تساؤلاتٍ حول إمكانية استغلال هذا الأسلوب من قِبل جهاتٍ أخرى، للتأثير على التغطية الصحفية وتحويلها إلى أداةٍ دعائيةٍ تخدم مصالحها الخاصة.
يُعدّ الحفاظ على استقلالية وحيادية الصحافة أمرًا بالغ الأهمية في أي نظامٍ ديمقراطي، ويجب على جميع الأطراف، سواءً كانت حكوميةً أو خاصة، العمل على حماية هذا المبدأ الأساسي.