ندى تستغيث بمحكمة الأسرة بعد 20 عاما من سفر زوجها.. السر في شهادة وفاة مزورة – منوعات

«إنما للصبر حدود؛ وأنا في الصبر كفيت ووفيت».. كلمات يتخللها الحزن تمتمت بها سيدة في مقتبل عقدها الخامس خلال جلوسها أمام باب محكمة الأسرة بزنانيري، وسط مئات النساء اللاتي ينتظرن بين الزحام الساكن، ويحملن في داخلهن قصص المعاناة التي أرَّقت حياتهن ولم يعد لديهن سبيلا سوى الخلاص عبر اللجوء إلى ساحة القضاء، لتحكي «ندى. م» قصة غريبة يملأها الغموض والأسرار لترمي همها في قبضة القانون بعد أن ضاق صدرها؛ على حد تعبيرها، فما القصة؟ 

قصة زمنها 20 عامًا وطلاق للهجر

على سلالم المحكمة جلست ندى تستريح حتى يخرج الحاجب لينادي على اسمها، وتأتي اللحظة التي تلقي فيها همها على القاضي وتستغيث به وتطلب منه أن يحررها من السجن الذي سرق منها أجمل سنوات عمرها، بعد أن سافر زوجها عقب أسبوعين من زواجهما، ولم يعد حتى اليوم، بل تلاعب بها فقررت بعد مرور 20  عامًا أن تلجأ للمحكمة وتقيم ضده دعوى طلاق للهجر؛ وفقًا لحديثها مع «الوطن».

بعد أن وقعت ندى ضحية لعائلتها وعائلة زوجها تمكنت بعد 20 عامًا أن تهرب من سجن تحكماتهم بمعجزة؛ وكأن سقط عليها طير من السماء بحل لحريتها، وهددتهم بأنها ستنهي حياتها كخادمة بعد أن هجرها زوجها منذ سنوات، ولم يفكر فيها ولو للحظة، ضاربًا بمسؤوليته بها عرض الحائط، ما جعلها تعيش حياتها وحيدة دون زوج ولا ولد بين 4 جدران، وتكمل حياتها مع والدته وهي تتفن في عذابها واستغلالها لها، وفق حديثها.

أسندت ندى رأسها المثقل بالهموم على السلم وعادت بذاكرتها للوراء، وبالتحديد عام 2004 عندما تعلافت على زوجها وبدأت تمتم بكلمات غير مفهومة، وترثي حالها، قائلة: «فاكرة إني خلصت تعليمي وكنت بشتغل وجت جارتنا الجديدة تحكي لأمي على واحد قريبها بيشتغل بره وفضلت تقنعها إنه هيأمن مستقبلي لأنه غني، ومش هلاقي أحسن منه لكن شرطه إني أسيب الشغل والوظيفة، لأن هسافر معاه، وبعد خناقات كتيرة أمي قدرت تقنع والدي وأجبروني أسيب الشغل وأتجوزه من غير حتى ما أقول رأيي».

التقت ندى بالعريس وكان جوابها الرفض لكنها لم تقوَ على ذلك، وفي اللقاء الأول وعدها باصطحابها معه للخارج لتستقر معه، لتجد نفسها بعد  40 يومًا فقط ترتدي فستان الزفاف، وتذهب معه لمنزله مرغمة وهي تحمل غصة بقلبها، وتقول «بعد الفرح عشت 15 يوما في عذاب بسبب أمه»؛ استيقظت ندى من نومها بعد 17 يومًا من زواجهما على خبر سفره، بعد أن قرر عدم سفرها معه لتخدم والدته؛ وبصوت يغلبه القهر، قالت إن والدته تعاملها حتى اليوم كالخادمة.

شهادة وفاة مزورة وقسوة عائلتها

لم يرسل لها أي أموال، ليس لها أي حقوق مجرد سيدة ترعى والدته، حبسية زيجة بالإكراه منذ 20 عامًا؛ عائلتها تخشى حديث الناس إذ تركت منزل زوجها خلال غيابه، لم يرحموها بل عنفوها جسديًا ونفسيًَا كلما طلبت منهم الطلاق أو العودة لهم، حتى قررت أن تلجأ لمحكمة لتطالب بنفقتها منه، لكن والدته أخبرته بفعلتها، فحدث ما لا تتوقعه، وفق روايتها.

زوَّر الزوج شهادة وفاة، حتى لا تتمكن من الحصول على نفقة، ولم يكتفِ بتركها وحيدة وعدم إنجابها طوال السنوات الماضية لتخرج عن صمتها للمرة الأولى وتهدد عائلها على مرأى ومسمع الجميع بأنها ستنهي حياتها، وأنها على حافة الانتحار بسبب أسلوب والدة زوجها، فتوجهت لمحكمة الأسرة وأقامت ضده دعوى طلاق للهجر حملت رقم 1294.

Exit mobile version