تكنولوجيا

«SPHEREx»: التلسكوب الثوري يرسم أطلس الكون ثلاثي الأبعاد بحثاً عن أصول الحياة

كتب: أحمد السعيد

في خطوةٍ عملاقة نحو فهم أعمق للكون وأسراره، يستعد علماء الفلك لإطلاق التلسكوب «SPHEREx»، الذي يُتوقع أن يُحدث ثورة في علم الفلك برسمه أطلساً ثلاثيّ الأبعاد للكون المرئي. لن يقتصر دور هذا التلسكوب المتطور على رسم خريطةٍ للنجوم والمجرات فحسب، بل سيتجاوز ذلك بكثيرٍ ليغوص في أعماق الكون بحثاً عن إجاباتٍ لأسئلةٍ جوهريةٍ حول أصول الكون والحياة.

البحث عن أصول الكون والمجرات

سيُسلط «SPHEREx» ضوءه على المراحل الأولى من عمر الكون، محاولاً فكّ شيفراتِ نشأة المجرات وتطورها. سيعمل التلسكوب على قياس الضوء القادم من مئات الملايين من المجرات، بالإضافة إلى المليارات من النجوم في مجرتنا درب التبانة. من خلال تحليل هذا الضوء، سيتمكن العلماء من تتبع تاريخ تكوين النجوم والمجرات، وفهم كيفية تشكل الهياكل الكونية الضخمة التي نراها اليوم.

تقنيات متطورة لرسم خريطة الكون

يعتمد «SPHEREx» على تقنياتٍ متطورةٍ لرصد الكون بدقةٍ غير مسبوقة، حيث سيستخدم تقنية الضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء لرسم خريطة طيفية للكون. هذه التقنية ستمكنه من تحديد مواقع وبُعد مئات الملايين من المجرات، ورصد توزيع الغبار الكوني، والذي يلعب دوراً هاماً في تشكّل النجوم والكواكب. كما سيُساعد هذا التلسكوب في البحث عن جزيئات الماء والجليد في مناطق تشكّل النجوم والكواكب، مما يُلقي الضوء على كيفية توزيع المياه في الكون، وهو عنصرٌ أساسيٌّ للحياة كما نعرفها.

«SPHEREx» وجزيئات الحياة

يُعتبر البحث عن المياه من أهم أهداف مهمة «SPHEREx»، حيث سيبحث التلسكوب عن جزيئات الماء والجليد في مناطق تشكّل النجوم والكواكب. يُمكن أن يكشف هذا البحث عن معلوماتٍ قيّمةٍ حول كيفية توزيع المياه في الكون، وكيف يُمكن أن تساهم في نشأة الحياة. سيركز «SPHEREx» على دراسة أقراص الغبار والغاز المحيطة بالنجوم حديثة الولادة، حيث تتشكل الكواكب. من خلال تحليل تركيب هذه الأقراص، يُمكن للعلماء تحديد وجود جزيئات الماء والجليد، وفهم كيفية وصولها إلى الكواكب.

آفاق جديدة في علم الفلك

من المتوقع أن يُقدم «SPHEREx» معلوماتٍ غير مسبوقةٍ عن الكون، مما سيفتح آفاقاً جديدةً للبحث العلمي. سيُساعد هذا التلسكوب العلماء على فهمٍ أعمق لتاريخ الكون، وكيفية تطور المجرات والنجوم والكواكب. كما سيُساهم في البحث عن إجاباتٍ لأسئلةٍ جوهريةٍ حول أصل الحياة، وإمكانية وجودها في أماكن أخرى من الكون. ستكون البيانات التي سيجمعها «SPHEREx» متاحةً للعلماء حول العالم، مما سيُعزز التعاون الدولي في مجال علم الفلك ويدفع عجلة الاكتشافات العلمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى