الأخبار

انتخابات نقابة الصحفيين: صراع الكبار على عرش المهنة

كتب: أحمد ماهر

تشتعل المنافسة على مقعد نقيب الصحفيين مع اقتراب موعد الانتخابات، في مشهد ديمقراطي يعكس حيوية المهنة. فمنذ فتح باب الترشح في فبراير الماضي، انطلق المرشحون في جولات مكثفة، ساعين لكسب ثقة زملائهم. رحلة انتخابية حافلة باللقاءات والوعود، تحمل في طياتها آمالًا وتحديات.

تأجيل الجمعية العمومية

شهدت الانتخابات تطوراً مفاجئًا بتأجيل انعقاد الجمعية العمومية للصحفيين إلى 18 أبريل الجاري، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني. وأوضح جمال عبد الرحيم، سكرتير عام النقابة ورئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات، أن التأجيل جاء حفاظًا على سلامة الإجراءات القانونية، رغم توافق المرشحين على تحديد 2 مايو موعدًا نهائيًا لإجراء الانتخابات.

معركة انتخابية ساخنة

يتنافس على منصب النقيب عدد من الوجوه البارزة، أبرزهم عبد المحسن سلامة، النقيب الأسبق (2017-2019) المنتمي لمؤسسة الأهرام، وخالد البلشي، النقيب الحالي وأحد قيادات تيار الاستقلال النقابي. وقد شهدت الأجواء الانتخابية تسخينًا ملحوظًا، ووصلت في بعض الأحيان إلى حد التجريح عبر منصات التواصل الاجتماعي، على الرغم من تأكيد المرشحين على الاحترام المتبادل ووحدة الصف.

دعوات للهدوء والاحترام

دعا سلامة أنصاره للهدوء والالتزام بميثاق الشرف الصحفي، مؤكدًا على أهمية إعلاء قيم العمل النقابي بعيدًا عن التجريح والتشكيك. فيما شدد البلشي على أن المنافسة الانتخابية يجب أن تكون شريفة وتهدف لخدمة مصالح الصحفيين والنقابة، مشيرًا إلى أن ترشح سلامة يمثل بداية التنافس الحقيقي الذي تحتاجه النقابة لتشكيل مجلس قوي.

تحديات تواجه المهنة

تُجرى انتخابات نقابة الصحفيين هذا العام في ظل ظروف صعبة تواجه المهنة، تتمثل في تدهور الأوضاع المالية والمعيشية للصحفيين، وانتشار ظاهرة الدخلاء على المهنة، فضلًا عن التحديات التكنولوجية التي فرضتها الصحافة الرقمية. وتبرز على الساحة قضية بدل التدريب والتكنولوجيا، التي يعتبرها الكثيرون جزءًا أساسيًا من دخل الصحفيين، مع مطالبات بزيادته وربطه بالحد الأدنى للأجور.

عبد المحسن سلامة مع خالد البلشي
عبد المحسن سلامة مع خالد البلشي

ملفات ساخنة على طاولة المرشحين

يتنافس 43 مرشحًا، منهم 33 مرشحًا و10 زميلات، على ستة مقاعد في مجلس النقابة. ومن المتوقع أن تتأثر الانتخابات بقوة الكتل التصويتية وقدرة المؤسسات الكبرى على حشد الأصوات. وتشمل أبرز الملفات المطروحة: الأوضاع الاقتصادية للصحفيين، الحريات الصحفية، التأهيل والتدريب، تطوير برامج التدريب لمواكبة التطورات التكنولوجية، تنظيم عمل الصحافة الإلكترونية، مواجهة ظاهرة انتحال صفة الصحفي، تنمية موارد النقابة، أزمة الإسكان للصحفيين الشباب، وتوفير الرعاية الصحية. ويُنظر إلى ملف تجديد نادي الصحفيين باعتباره إنجازًا قويًا قد يحسم الانتخابات لصالح بعض المرشحين.

ويبقى شعار “عاشت وحدة الصحفيين” هو العنوان الأبرز لهذه الانتخابات، التي تعكس روح الديمقراطية وتؤكد على أهمية نقابة الصحفيين كصوت يدافع عن حقوق أبناء المهنة وقضاياها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى