مصر وفرنسا.. شراكة استراتيجية تعزز التنمية الاقتصادية

كتب: أحمد السيد

في ظل تقلبات الاقتصاد العالمي وتحدياته المتزايدة، تبرز العلاقات المصرية الفرنسية كنموذج للشراكة الاستراتيجية القائمة على التعاون والمنفعة المتبادلة. فهذه العلاقة التاريخية لا تقتصر على المجالات السياسية والثقافية فحسب، بل تمتد لتشمل قطاعات حيوية كالطاقة والبنية التحتية والنقل والاستثمارات الصناعية، مما يبشر بمستقبل واعد للبلدين.

مصر.. وجهة جاذبة للاستثمارات

تحتل مصر مكانةً بارزةً في الاقتصادين العربي والإفريقي، حيث تُصنف كثالث أكبر اقتصاد عربي وثاني أكبر اقتصاد في إفريقيا من حيث الناتج المحلي الإجمالي. هذا النمو الاقتصادي المطرد مدفوعٌ بفرص استثمارية ضخمة في مختلف القطاعات، مما يجذب رؤوس الأموال الأجنبية ويسهم في تعزيز التنمية المستدامة. وتشير التوقعات إلى تجاوز الناتج المحلي الإجمالي لمصر 17 تريليون جنيه في السنة المالية 2024-2025، مع تحقيق معدل نمو حقيقي يصل إلى 4.2%، مدفوعًا بقطاعات الاتصالات والتجارة والزراعة والعقارات والصناعات التحويلية.

فرنسا.. قوة اقتصادية وتكنولوجية

تُعد فرنسا قوة اقتصادية عالمية، حيث تحتل المرتبة الثانية في الاتحاد الأوروبي والسابعة عالميًا من حيث الناتج المحلي الإجمالي، الذي تجاوز 4 تريليونات دولار العام الماضي. وتتميز فرنسا بريادتها في مجال التكنولوجيا، مما يجعلها شريكًا مثاليًا لمصر في مسيرتها التنموية. وتُعتبر فرنسا مصدرًا رئيسيًا للتكنولوجيا في قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات والتكنولوجيا المتقدمة، مما يتيح فرصًا كبيرة للتعاون ونقل الخبرات.

تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات

شهد التبادل التجاري بين مصر وفرنسا نموًا ملحوظًا، حيث بلغ حجمه نحو 3 مليارات دولار خلال العام الماضي، بزيادة سنوية تتجاوز 14%. كما بلغ حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر حوالي 7.2 مليار دولار، ومن المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم 8 مليارات دولار بنهاية العام الجاري. هذه الأرقام تعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتؤكد على التزام فرنسا بدعم التنمية الاقتصادية في مصر.

زيارة ماكرون.. دفعة جديدة للشراكة الاستراتيجية

مثلت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة خطوة هامة في تعزيز التعاون الثنائي. وتضمنت الزيارة توقيع اتفاقيات استثمارية جديدة في مجالات البنية التحتية والطاقة والنقل، مما يعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ويرسخ دعائم التعاون الاقتصادي في المستقبل. وتؤكد هذه الزيارة على أهمية العلاقة بين مصر وفرنسا كشريكين استراتيجيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.