انهيار تاريخي: هانغ سنغ يهوي 13% في أسوأ يوم له منذ 1997

كتب: أحمد المصري
شهدت بورصة هونغ كونغ، يومًا أسودَ دخل التاريخ كأحد أسوأ أيامها على الإطلاق، حيث هبط مؤشر هانغ سنغ بنسبة قياسية بلغت 13.2%، مسجلاً بذلك أكبر انخفاض يومي منذ عام 1997، وهو العام الذي شهد الأزمة المالية الآسيوية. هذا التراجع الحاد يعكس حالة من القلق العميق تسيطر على المستثمرين.
أسباب الانهيار المفاجئ
تُعزى هذه الخسائر الفادحة إلى مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية المتشابكة. فعلى الصعيد المحلي، تعاني هونغ كونغ من توترات سياسية واجتماعية مستمرة، أثرت سلبًا على مناخ الاستثمار. أما عالميًا، فالوضع لا يقل سوءًا، حيث تلقي الحرب في أوكرانيا بظلالها الثقيلة على الاقتصاد العالمي، مسببةً اضطرابات في سلاسل الإمداد وارتفاعًا حادًا في أسعار الطاقة والغذاء. يضاف إلى ذلك، سياسة التشديد النقدي التي تتبعها البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الفيدرالي الأمريكي، لمكافحة التضخم المتصاعد، وهو ما يزيد من تكلفة الاقتراض ويثبط من حركة رؤوس الأموال.
التداعيات المحتملة على الاقتصاد العالمي
يُخشى أن يكون لهذا الانهيار التاريخي في بورصة هونغ كونغ تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي الهش أصلًا. فمن المحتمل أن يؤدي إلى تفاقم حالة عدم اليقين في الأسواق المالية العالمية، ويدفع المستثمرين إلى التخارج من الأسواق الناشئة بحثًا عن ملاذات آمنة، مما قد يزيد من الضغوط على عملات هذه الدول. كما يُتوقع أن تتأثر التجارة العالمية سلبًا، نظرًا لأهمية هونغ كونغ كمركز مالي وتجاري عالمي.
مستقبل هانغ سنغ
يبقى مستقبل مؤشر هانغ سنغ غامضًا في ظل هذه الظروف المضطربة. فمع استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، يرجح المحللون أن تشهد البورصة مزيدًا من التقلبات في الفترة المقبلة. ويرى البعض أن قدرة هونغ كونغ على التعافي من هذه الضربة القوية تعتمد بشكل كبير على مدى نجاح الحكومة في استعادة ثقة المستثمرين، واتخاذ إجراءات فعالة لدعم الاقتصاد.
هل نشهد تكرارًا لأزمة 1997؟
رغم التشابه في حجم الانخفاض بين يوم أمس وأزمة 1997، إلا أن هناك اختلافات جوهرية في السياق الاقتصادي والسياسي. ففي عام 1997، كانت الأزمة الآسيوية محصورة في منطقة جغرافية معينة، بينما اليوم يواجه العالم تحديات عالمية متشابكة. ومن الصعب التنبؤ بما إذا كنا سنشهد تكرارًا لأزمة 1997، لكن المؤكد هو أن العالم يمر بمرحلة حرجة تتطلب تضافر الجهود الدولية لتجنب كارثة اقتصادية عالمية.