ماكرون في خان الخليلي: صداقة فرنسية مصرية تتحدى تقلبات العالم

كتب: أحمد المصري
في قلب القاهرة النابض بالحياة، وتحديدًا بين أزقة خان الخليلي العتيقة، تجلت أسمى معاني الصداقة المصرية الفرنسية. زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، برفقة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تكن مجرد زيارة دبلوماسية، بل كانت رحلة عبر التاريخ، ورسالة للعالم أجمع بمتانة العلاقات بين البلدين.
ماكرون بين أحضان التاريخ
تجول ماكرون في أزقة خان الخليلي، مستمتعًا بأجوائه الفريدة، وشاعرًا بدفء الترحاب المصري الأصيل. لم تكن كلمات الشكر التي وجهها للرئيس السيسي وللشعب المصري مجرد مجاملة بروتوكولية، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن انبهاره بحضارة عريقة، سطرت أول حروفها على ضفاف النيل. لقد رأى ماكرون في مصر ليس فقط تاريخها العريق، بل روحها النابضة بالحياة، وثقتها بمستقبلها، وقدرتها على قراءة الحاضر واستشراف آفاق المستقبل.
زيارة في توقيت حاسم
تكتسب زيارة ماكرون أهمية خاصة في ظل التحولات العالمية الراهنة، وما يشهده النظام الدولي من غموض وتقلبات. ففي خضم هذا التحول، يدرك العالم أجمع أن مصر، بثقلها الجيوسياسي وإرثها الحضاري وإمكاناتها الواعدة، تمثل ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي والدولي. فالشرق الأوسط، هذا الإقليم الذي يربط بين قارات العالم، لا يستقر إلا بمصر، ولا يزدهر إلا بحكمتها.
من خان الخليلي إلى آفاق التعاون
شملت زيارة ماكرون محطات متعددة، عكست تنوع مجالات التعاون بين البلدين. فمن لقاء القمة الثلاثي مع الرئيس السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي أكد توافق الرؤى حول قضايا المنطقة، إلى زيارة جامعة القاهرة، منارة العلم والمعرفة، إيمانًا بدور الشباب المصري في بناء المستقبل. كما شهدت الزيارة فعالية هامة لمنتدى الأعمال المصري الفرنسي، وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، ترسيخًا للعلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين.

رمز التعاون العسكري
أعرب ماكرون عن فخره بطائرات الرافال المصرية، التي تمثل رمزًا قويًا للتعاون العسكري بين البلدين. وفي تغريدة له على منصة إكس (تويتر سابقًا)، كتب ماكرون: “وصلنا إلى مصر برفقة طائرات رافال المصرية، فخورون بهذا لأنه يعد رمزا قويا للتعاون الاستراتيجي بيننا”.
نحو مستقبل مشترك
من خان الخليلي إلى آفاق المستقبل، تمضي الصداقة المصرية الفرنسية، متسلحة بالتاريخ والحاضر، ومستندة إلى القوة الناعمة والتعاون العسكري. زيارة ماكرون ومحادثاته مع الرئيس السيسي تمثل نقطة انطلاق نحو غد أكثر إشراقًا، حيث تلتقي الحضارات وتنسج رؤى الأمل والازدهار لشعبي البلدين. ومن هنا، من خان الخليلي، تبدأ خطوة جديدة نحو بناء عالم أكثر توازناً وتعاونًا، عالم تستعيد فيه الإنسانية قيم التحضر والحضارة.