الصين تشتري الذهب للشهر الخامس على التوالي.. هل تتخلى عن الدولار؟

كتب: أحمد حسني
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية العالمية، أعلن بنك الشعب الصيني عن زيادة احتياطياته من الذهب للشهر الخامس على التوالي خلال شهر مارس الماضي، وفقاً لبيانات رسمية صادرة عنه. هذا التوجه المتزايد نحو المعدن النفيس يطرح تساؤلات هامة حول مستقبل الدولار كعملة احتياطية عالمية، وهل تُعد هذه الخطوة الصينية بداية تحول عالمي نحو الذهب؟
الذهب ملاذ آمن في ظل التقلبات العالمية
يأتي هذا الإعلان في ظل توترات جيوسياسية متصاعدة وتقلبات اقتصادية عالمية، مما يدفع العديد من الدول إلى البحث عن ملاذات آمنة لثرواتها. ويُعتبر الذهب تاريخياً أحد أهم هذه الملاذات، حيث يحافظ على قيمته في أوقات الأزمات. شراء الصين المستمر للذهب يعزز من مكانته كأصل استراتيجي في مواجهة التحديات الاقتصادية المتزايدة. وتشير بعض التحليلات إلى أن الصين تسعى إلى تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي وتعزيز مركز اليوان الصيني على الساحة الدولية.
الصين ثاني أكبر مُحتفظ بالذهب عالمياً
تمتلك الصين ثاني أكبر احتياطيات من الذهب في العالم، بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وتُشير التقارير إلى أن هذه الاحتياطيات في تزايد مستمر. يُعزز هذا التوجه من ثقة المستثمرين في الذهب كأصل استثماري طويل الأجل، خاصة في ظل الغموض الذي يكتنف الاقتصاد العالمي. ويمكن الاطلاع على أحدث اتجاهات الطلب على الذهب من خلال تقارير مجلس الذهب العالمي.
هل نشهد نهاية حقبة الدولار؟
يرى بعض المحللين أن توجه الصين نحو الذهب يُمثل تحدياً للهيمنة الأمريكية على النظام المالي العالمي. فزيادة احتياطيات الذهب قد تُضعف من مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن الدولار لا يزال يتمتع بقوة كبيرة في الأسواق العالمية، ومن المستبعد أن يُفقد موقعه الريادي في الوقت الحالي. لكن الخطوات الصينية تُشير إلى رغبة بكين في إعادة تشكيل النظام المالي العالمي وتعزيز دور اليوان فيه.
مستقبل الذهب في ظل التغيرات الاقتصادية
مع استمرار التوترات الجيوسياسية والأزمات الاقتصادية، يُتوقع أن يزداد الإقبال على الذهب كملاذ آمن. كما أن توجه البنوك المركزية حول العالم نحو تنويع احتياطياتها بعيداً عن الدولار قد يدعم أسعار الذهب على المدى الطويل. يبقى مستقبل الذهب مرتبطاً بتطورات الوضع الاقتصادي العالمي، ولكن البيانات الحالية تُشير إلى أنه سيظل أصلاً استثمارياً مهماً في السنوات المقبلة.