هبوط أسعار النفط السعودي لأدنى مستوى في عامين: هل نشهد نهاية طفرة الأسعار؟
كتب: أحمد السيد
في تطور مفاجئ، شهدت أسواق النفط العالمية هبوطًا حادًا في أسعار الخام السعودي، مسجلةً أدنى مستوياتها منذ عامين. يأتي هذا الانخفاض الكبير في أعقاب قرار منظمة أوبك+، بقيادة السعودية، بزيادة إنتاج النفط بأكثر من 400 ألف برميل يوميًا بدءًا من مايو 2025، وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج.
أرامكو السعودية تخفض الأسعار
أعلنت شركة أرامكو السعودية عن تخفيض سعر الخام العربي الخفيف للمشترين الآسيويين الرئيسيين بقيمة 2.3 دولار للبرميل خلال مايو 2025. هذا التخفيض، الذي يُعد الأكبر منذ عامين، يأتي بعد أيام قليلة من إعلان أوبك+ عن زيادة غير متوقعة في الإنتاج، في خطوةٍ فاجأت الأسواق العالمية. وجاء هذا القرار بعد سلسلة من الزيادات المتتالية في أسعار النفط السعودي على مدار السنوات الماضية.
تراجع سهم أرامكو
شهد سهم شركة أرامكو السعودية تراجعًا ملحوظًا خلال جلسة التداول يوم الأحد، حيث انخفض بنسبة 5.32%، ليصل إلى 24.90 ريال سعودي، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2020. وتُقدر الخسائر السوقية للشركة بحوالي 90 مليار دولار، نتيجةً للهبوط الحاد في أسعار النفط. وكان السهم قد أغلق يوم الخميس عند 26.30 ريال سعودي.
أوبك+ تزيد الإنتاج
في الثالث من أبريل، أعلن تحالف أوبك+ عن ضخ أكثر من 400 ألف برميل إضافية يوميًا في السوق العالمية بدءًا من مايو 2025. هذه الزيادة، التي تُعادل ثلاثة أضعاف الكمية المخطط لها سابقًا، أثارت تساؤلات حول استراتيجية التحالف في إدارة أسواق النفط. تجدر الإشارة إلى أن السعودية بحاجة إلى أن يتجاوز سعر النفط 90 دولارًا للبرميل لموازنة ميزانيتها، وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي (IMF).
تداعيات عالمية
انعكس قرار أوبك+ بزيادة الإنتاج بشكل واضح على أسواق النفط العالمية، حيث تراجعت الأسعار بأكثر من 10% خلال الأسبوع الماضي. يُعزى هذا الهبوط جزئيًا إلى قرارات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على العديد من الدول، ما أثر سلبًا على الاقتصاد العالمي والطلب على النفط. وكان ترامب قد دعا أوبك+ إلى خفض أسعار النفط للحد من التضخم وتخفيف الضغط على روسيا في ظل الحرب في أوكرانيا.
الرسوم الجمركية الأمريكية
شهدت أسعار النفط تراجعًا حادًا بعد إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية على واردات الولايات المتحدة، وهي الأعلى منذ أكثر من قرن. ردًا على ذلك، فرضت الصين رسومًا جمركية إضافية على السلع الأمريكية، مما أثار مخاوف من حرب تجارية عالمية قد تؤدي إلى تفاقم التضخم، وركود الاقتصاد العالمي، وانخفاض الطلب على النفط.
