كتب: ليلى خالد
شارك رجل الأعمال الأمريكي من أصل فلسطيني، محمد حديد، متابعيه على إنستغرام بلحظات حميمة من إفطاره الرمضاني. لم تكن هذه اللحظات العادية مجرد عرض لوجبة إفطار، بل كانت رسالة مؤثرة تحمل في طياتها الكثير من المعاني. فقد أظهرت الصور ومقاطع الفيديو محمد حديد وهو يتناول طبقًا من المجدرة، ذلك الطبق الفلسطيني التقليدي الشهير، محاطًا بزيت الزيتون، والزيتون الأخضر، والمخللات، والسلطات الطازجة. ولم يكتفِ بذلك، بل شاركنا أيضًا في رحلة تحضير هذا الطبق بنفسه في مدينة لوس أنجلوس حيث يقيم.
رسالة تضامن من خلال تفاصيل بسيطة
علق محمد حديد على منشوره قائلاً: “Mujaddara مجدرة is a traditional Palestinian dish. Made for the poor and loved by the rich and all walks of life. الحمد لله رمضان كريم.” كلمات بسيطة تحمل في طياتها الكثير من الفخر والاعتزاز. فهو يصف المجدرة بأنها طبق فلسطيني تقليدي، صنع للفقراء، لكنه أصبح محبوبًا من قبل الجميع، بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية. ولكن ما زاد من جمال هذه الصورة البسيطة هو الصينية التي قدم عليها الطعام. فقد كانت مزينة بنقش الكوفية الفلسطينية، رمز النضال الفلسطيني المميز. لم تكن الكوفية مجرد زخرفة، بل كانت بيانًا واضحًا عن تضامن محمد حديد مع وطنه وأصوله، ورسالة دعم قوية لفلسطين وهويتها في وقت عصيب تمر به القضية الفلسطينية.
المجدرة على أنغام “يمه”
لم يقتصر الأمر على صور المجدرة اللذيذة، بل أضاف محمد حديد لمسة فنية رائعة إلى منشوره. فقد أرفق الفيديو بأغنية “يمه” للفنان اللبناني محمد فضل شاكر. أغنية “يمه”، بكلماتها وألحان راي صفدي وتوزيع محمد القيسي، تحمل في طياتها حنينًا عميقًا للأم والوطن، وهو ما أضفى على المنشور بعدًا إنسانيًا مؤثرًا. كلمات الأغنية: “يمه ودي أغنيلك.. يمه يا طيبة يا زينك
أغازلك كل يوم.. يا أحلى ما في الكون
يا ريحة الجنة.. رضاكي دايم دوم.” وهي كلمات تعكس مشاعر الحب والانتماء العميق الذي يكنّه محمد حديد لوطنه.
محمد حديد: رجل أعمال فلسطيني يحمل وطنه في قلبه
محمد أنور حديد، رجل أعمال ناجح في مجال العقارات الفاخرة في الولايات المتحدة، ولد في مدينة الناصرة بفلسطين. أسس إمبراطورية عقارية ضخمة تضم منازل وفنادق فاخرة بتصاميم معمارية رائعة. إلا أنه لم ينسَ أبدًا أصوله الفلسطينية، ويحرص دائمًا على التعبير عن فلسطينيته وهويته الثقافية، سواء من خلال حديثه عن أصوله أو من خلال دعمه للقضية الفلسطينية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. يُذكر أن محمد حديد هو والد عارضتي الأزياء العالميتين جيجي وبيلا حديد، اللتان تُعرفان بدعمهما المستمر للقضية الفلسطينية في مناسبات عديدة.
في الختام، لم يكن منشور محمد حديد مجرد وثيقة لإفطار رمضاني عادي، بل كان رسالة حب وفخر بالمطبخ الفلسطيني، وتقاليده، وثقافته. لقد أثبت أن الطعام يمكن أن يكون وسيلة للتعبير عن الهوية، وأن الكوفية ستظل رمزًا دائمًا للمقاومة والانتماء. فهو يذكرنا بأن الهوية ليست مجرد جنسية، بل هي مزيج من الثقافة والتاريخ والذكريات، وهي شيء نبني عليه هويتنا الخاصة.