ارتفاع أسعار الذهب عالميًا ومحليًا: تحليل شامل للوضع الراهن

كتب: ياسر عبد الحميد

شهدت أسواق الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في تداولات يوم الثلاثاء، مدفوعةً بضعف الدولار الأمريكي وتراجع عوائد السندات الحكومية الأمريكية. وتترقب الأسواق بفارغ الصبر صدور بيانات التضخم الأمريكية، التي ستلقي بظلالها على قرارات السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي، وبالتالي على مسار أسعار الذهب.

ارتفاع سعر الذهب عالميًا

قفز سعر أونصة الذهب العالمية بنسبة 0.7%، مسجلًا أعلى مستوى له عند 2910 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتحت التداولات عند 2889 دولارًا. وبحسب بيانات جولد بيليون، استقر السعر عند 2909 دولارًا في وقت كتابة هذا التقرير. يأتي هذا الارتفاع بعد ثلاثة أيام متتالية من التراجع الطفيف، في حين استمر التذبذب في حركة الذهب منذ الأسبوع الماضي، محصورًا في نطاق يتراوح بين 2880 و 2930 دولارًا للأونصة. تحتاج الأسواق إلى اختراق واضح لأحد حدود هذا النطاق لتحديد الاتجاه السائد، مع بقاء التوقعات العامة إيجابية لصالح استمرار ارتفاع أسعار الذهب.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب العالمية

ساهم انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداءه مقابل سلة من ست عملات رئيسية، إلى أدنى مستوى له منذ خمسة أشهر تقريبًا، في دعم أسعار الذهب، مما جعله أقل تكلفة للمشترين من أصحاب العملات الأخرى. كما لعب تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات، بنسبة 2.4% منذ بداية الأسبوع، دورًا هامًا في هذا الارتفاع. على الرغم من هذا الدعم، إلا أن الذهب لا يزال بحاجة إلى حافز إضافي لاختراق منطقة التداول العرضية الحالية، واستكمال صعوده نحو قمته السعرية الأخيرة عند 2956 دولارًا للأونصة. يبقى الاتجاه العام للذهب صاعدًا، مع مقاومة أقل.

أضفى تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي تجنب فيه التنبؤ بتأثير تعريفاته الجمركية على الاقتصاد الأمريكي ومعدلات النمو، زيادةً في حالة عدم اليقين. فقد أعلن ترامب في وقت سابق عن رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، بالإضافة إلى تعريفات جديدة على المنتجات الصينية. لكن قراره لاحقًا باستثناء بعض الواردات المكسيكية والكندية من هذه الرسوم لمدة شهر، زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق، وأثار مخاوف بشأن التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.

يركز المستثمرون حاليًا على بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، المنتظرة يوم الأربعاء، لتقييم تأثيرها على قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. يُنظر إلى الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر السياسية والتضخم، لكن في حال دفعت الأسعار المرتفعة الفيدرالي إلى الإبقاء على معدلات الفائدة مرتفعة، فقد تتراجع جاذبية الذهب، لعدم تحقيقه عائدًا ماليًا يضاهي عائد السندات الحكومية الأمريكية.

أظهر مجلس الذهب العالمي استمرار ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب المادي للأسبوع السادس على التوالي. فخلال الأسبوع المنتهي في 7 مارس، سجلت التدفقات الداخلة إلى هذه الصناديق 7.9 طن من الذهب، وإن كانت أقل من الأسبوع السابق الذي شهد تدفقات بمقدار 26.6 طن. وقد قادت صناديق المنطقة الأوروبية هذا الارتفاع بتدفقات بلغت 5.7 طن، تليها صناديق أمريكا الشمالية بـ 2.2 طن. يشير هذا إلى استمرار الطلب الغربي على الذهب المادي، وهو ما يعزى جزئيًا إلى سياسات التجارة التي اتبعتها إدارة ترامب، والتي أدت إلى زيادة عدم اليقين في الأسواق المالية، وبالتالي زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن.

سعر الذهب

أسعار الذهب في مصر

ارتفعت أسعار الذهب المحلي في مصر اليوم، بعد يومين من التراجع، مدعومةً بارتفاع أسعار الذهب العالمية. وقد قلل استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري من التأثير المباشر على تسعير الذهب محليًا.

افتتح الذهب عيار 21، الأكثر شيوعًا، تداولات اليوم عند 4120 جنيهًا للجرام، واستقر عند نفس المستوى وقت كتابة التقرير. يأتي هذا بعد انخفاضه يوم أمس بمقدار 15 جنيهًا، ليغلق عند 4095 جنيهًا، بعد أن افتتح عند 4110 جنيهًا.

تشهد تداولات الذهب المحلي تذبذبًا في نطاق ضيق حول مستوى 4130 جنيهًا للجرام، والذي يُشكل مستوى مقاومة حاليًا. يسعى الذهب لاختراق هذا المستوى واستهداف قمته السعرية الأخيرة عند 4175 جنيهًا للجرام.

ارتفاع سعر الذهب المحلي اليوم مدعوم بارتفاع السعر العالمي، حيث يعتمد تسعير الذهب المحلي بشكل أساسي على حركة السعر العالمي في الفترة الأخيرة، مع استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، مما يحد من تأثيره على تسعير الذهب.

أعلن وزير المالية المصري موافقة صندوق النقد الدولي على صرف الشريحة الرابعة من برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، البالغ 8 مليارات دولار. ستحصل مصر بموجب هذه الموافقة على 1.2 مليار دولار، مما يعزز الاستقرار المالي، وينعكس إيجابًا على استقرار سعر الصرف وسوق الذهب.

توقعات أسعار الذهب

توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية

ارتفع سعر الذهب العالمي اليوم الثلاثاء، مدعومًا بانخفاض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ قرابة خمسة أشهر، بالإضافة إلى تراجع عوائد السندات الحكومية الأمريكية. تترقب الأسواق بيانات التضخم الأمريكية لمعرفة تأثيرها على قرارات السياسة النقدية للبنك الفيدرالي الأمريكي.

شهد الذهب المحلي ارتفاعًا اليوم، بعد تراجعه أمس، مدعومًا بارتفاع الذهب العالمي، والذي يُعد العامل الأساسي حاليًا في تسعير الذهب المحلي. وقد استقر سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، مما جعل تأثيره محدودًا على تسعير الذهب.

عاد سعر الذهب العالمي للارتفاع بعد ثلاثة أيام من التراجع، لكن التذبذب في نطاق 2880 – 2930 دولارًا للأونصة لا يزال المسيطر على تحركاته منذ الأسبوع الماضي. يحتاج الذهب إلى زخم صاعد أكبر لاختراق هذا النطاق واستهداف قمته السعرية الأخيرة عند 2956 دولارًا للأونصة.

أغلق سعر الذهب المحلي عيار 21 تداولات أمس تحت مستوى 4100 جنيه للجرام، لكنه ارتفع مع بداية تداولات اليوم ليتداول عند 4120 جنيهًا للجرام. لا يزال التذبذب مسيطرًا على تحركات الذهب المحلي، ويبقى مستوى 4130 جنيهًا للجرام مستوى المقاومة الحالي.

Exit mobile version