عرب وعالم

مأساة الأفغان في باكستان: شبح الترحيل يُخيّم على أحلام اللجوء

كتب: أحمد محمود

تحت وطأة الخوف والقلق، يعيش آلاف الأفغان في باكستان تحت تهديد الترحيل القسري، ليجدوا أنفسهم بين مطرقة الحرب في بلادهم وسندان الترحيل في أرض اللجوء. حكاياتٌ مأساوية تُروى عن معاناة إنسانية حقيقية يعيشها هؤلاء اللاجئون الذين فروا من جحيم الحرب بحثًا عن ملاذٍ آمن، ليصطدموا بواقعٍ مريرٍ يهدد بإنهاء أحلامهم وطموحاتهم.

بين نارين: شبح الترحيل يُطارد الأفغان

تروي الأفغانية بنازير راوفي، صاحبة مطعم في باكستان، قصة معاناتها مع شبح الترحيل الذي يُطاردها، قائلةً بلهجةٍ يملؤها الأسى: «إذا طردوني، فذلك سيدمِّرني». بنازير، كغيرها من اللاجئين الأفغان، اضطرت لترك وطنها هربًا من ويلات الحرب، لتجد نفسها اليوم مهددةً بفقدان كل ما بنته في أرض اللجوء، ليصبح مصيرها مجهولاً ومليئاً بالمخاطر. مطعمها الذي كان يُعدّ مصدر رزقها وملاذها الوحيد، أصبح اليوم خاوياً على عروشه، بعد أن هجره زبائنه من الأفغان الذين طالتهم إجراءات الترحيل القسري.

معاناة إنسانية حقيقية

قصة بنازير ليست سوى مثالٍ واحد على المعاناة الإنسانية الحقيقية التي يعيشها اللاجئون الأفغان في باكستان. فقد أصبحت حياة الآلاف منهم على المحك، مع تصاعد وتيرة الترحيل القسري الذي تُنفذه السلطات الباكستانية. وتُشير التقارير إلى أن العديد من الأفغان يُحتجزون في مراكز إيواء مؤقتة، في ظروفٍ إنسانيةٍ صعبة، في انتظار ترحيلهم إلى بلادهم التي مزقتها الحرب.

نداء استغاثة

تطالب منظمات حقوق الإنسان المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف عمليات الترحيل القسري للأفغان من باكستان، وتوفير الحماية اللازمة لهم. وتُشدد هذه المنظمات على ضرورة إيجاد حلولٍ مستدامة تضمن حقوق اللاجئين وتحفظ كرامتهم، بعيداً عن شبح الترحيل الذي يُخيّم على حياتهم. وتُحذر من مخاطر إعادة هؤلاء اللاجئين قسراً إلى أفغانستان، حيث الأوضاع الأمنية غير مستقرة، وحيث يُواجهون خطر الاضطهاد والعنف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى