عرب وعالم

المغرب يتوقع طفرة سياحية هائلة بـ20 مليون سائح هذا العام!

كتب: محمد كريم

طفرة سياحية غير مسبوقة

يشهد القطاع السياحي في المغرب زخمًا غير مسبوق، حيث تتطلع المملكة لاستقبال 20 مليون سائح خلال العام الجاري. ويُعزى ذلك إلى تنويع العروض السياحية والاستثمارات الضخمة التي تشهدها البلاد.

وتؤكد الأرقام ارتفاع عدد السياح الوافدين خلال شهري يناير وفبراير الماضيين، متوقعةً تحسناً أكبر خلال الأشهر المقبلة، مدعومةً باتفاقيات دولية واستضافة فعاليات رياضية كبرى، أبرزها نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2025.

وقد استقبل المغرب 520 ألف سائح إضافي خلال شهرين فقط مقارنةً بالعام الماضي، وهو ما وصفته وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور بأنه “إنجاز استثنائي”.

وصرحت الوزيرة لـ”الشرق” قائلةً: “نعمل على تعزيز جدولة المقاعد الجوية، حيث نستهدف 13.3 مليون مقعد في 2025، بزيادة قدرها 20% عن العام الماضي. وسنقوم بإطلاق موجتين جديدتين من حملة “المغرب أرض الأنوار”. كما أن استضافة كأس أمم أفريقيا 2025 ستكون منصة مثالية للترويج للمغرب كوجهة سياحية إفريقية متميزة.”

وأضافت: “سجل المغرب خلال شهري يناير وفبراير 2025 ما يقارب 2.7 مليون سائح، بارتفاعٍ نسبته 24% مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، أي ما يعادل 521 ألف سائح إضافي. وبلغ عدد الوافدين في فبراير وحده حوالي 1.4 مليون سائح، بزيادة قدرها 22%، مما يعكس ديناميكية إيجابية تعزز مكانة المغرب عالميًا.”

الربط مع السوق الأميركية: خطوة استراتيجية

يُعد القطاع السياحي محركًا رئيسيًا للاقتصاد المغربي، حيث يُساهم بنسبة 7% من الناتج الداخلي، ويُوفر فرص عمل مباشرة لأكثر من 7% من السكان (حوالي 827 ألف شخص). كما يؤثر إيجابياً على قطاعات أخرى، كالصناعة التقليدية التي توظف وحدها 2.7 مليون شخص.

وأكدت الوزيرة عمور على أهمية السوق الأمريكية، مشيرةً إلى أن الخط الجوي الجديد بين أتالانتا ومراكش مع شركة دلتا إيرلاينز يُمثل خطوةً مهمة، حيث تُعتبر أتالانتا أكبر مركز جوي في العالم، مما يُتيح الوصول إلى أكثر من 100 مدينة أمريكية. وأصبحت مراكش الآن متصلة بثلاثة مراكز رئيسية في أمريكا الشمالية: نيويورك، مونتريال، وأتالانتا.

وتُدر السياحة عائدات ضخمة من العملة الصعبة، حيث بلغت إيراداتها 112 مليار درهم في 2024. كما يشهد الاستثمار في القطاع نمواً متزايداً، ليصل إلى 8 مليارات درهم، بزيادة سنوية 5%، وهو ما يُعكس الثقة المتزايدة في إمكانات المغرب السياحية.

النقل الجوي: محرك رئيسي للنمو

سجل قطاع النقل الجوي في يناير الماضي زيادة في عدد الوافدين بنسبة 29% مقارنةً بالعام الماضي، متجاوزًا نسبة 71% من إجمالي الوافدين عبر الجو. ويُعتبر مطار مراكش المنارة الدولي الأكثر استقبالاً للسياح، حيث استقبل أكثر من 334 ألف وافد، بزيادة 27%.

وأكد الخبير السياحي الزوبير بوحوت على أهمية فتح المزيد من الخطوط الجوية، خاصة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن خطاً جوياً واحداً قد يجلب 34 ألف سائح. كما سجلت أعداد القادمين من الصين زيادة بنسبة 15% بعد إعادة الربط الجوي المباشر بين البلدين.

السياحة الشاطئية في أغادير

يركز المغرب على جذب السياح الألمان، خاصةً عبر السياحة الشاطئية، حيث تُعتبر أغادير المدينة الأنسب لتقوية هذا النوع من السياحة. وتُشير شركات سياحة مغربية إلى وجود استثمارات ضخمة لتطوير البنية التحتية الفندقية وتعزيز جاذبية المنطقة الشاطئية.

ويُؤكد توفيق اطبيق، صاحب شركة سياحية، أن هذه الاستثمارات ستُعزز من جاذبية أغادير دوليًا، مشيراً إلى أن القطاع حقق في 2024 نحو 6 ملايين ليلة مبيت، متجاوزاً بذلك جميع الأرقام القياسية السابقة.

تعزيز النقل السياحي: تحديات وتطلعات

على الرغم من التعافي الذي شهده القطاع السياحي المغربي بعد جائحة كورونا، إلا أن قطاع النقل السياحي لا يزال يعاني من بعض التحديات. محمد بامنصور، رئيس الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي، أشار إلى صعوبات تواجه القطاع، مثل ارتفاع تكاليف التشغيل وأسعار الوقود، وتأثير التضخم على القدرة الشرائية للسياح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى