الذكاء الاصطناعي.. ثورةٌ في 2025 وتحدياتٌ أخلاقيةٌ جديدة

كتب: عمرو خالد
شهدت السنوات القليلة الماضية طفرةً هائلةً في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، متجاوزةً حدود التوقعات لتُحدث ثورةً حقيقيةً في قطاعاتٍ حيويةٍ كالصحة والعلوم. ففي عام 2024 وحده، ساهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحقيق إنجازاتٍ علميةٍ عالميةٍ حصدت جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء، وهو ما يُبشر بمستقبلٍ واعدٍ.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الطب
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل امتدّت تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتُحدث نقلةً نوعيةً في مجال الرعاية الصحية. فقد أصبح بإمكان هذه التقنيات تحليل كمياتٍ هائلةٍ من البيانات الطبية، بما في ذلك المعلومات الجينية وبيانات نمط الحياة، لتقديم تشخيصاتٍ دقيقةٍ وخطط علاجٍ شخصيةٍ مُخصصة لكل مريض. وتُساهم الأجهزة القابلة للارتداء، بالإضافة إلى الشرائح الذكية القابلة للغرس، في مراقبة العلامات الحيوية للمرضى بشكلٍ فوري، مما يُسهّل إدارة الأمراض المزمنة بشكلٍ أفضل. كما أصبحت روبوتات الدردشة والمساعدون الافتراضيون مصادرَ موثوقةً للإجابة عن الاستفسارات الصحية وإدارة الحالات المزمنة، تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال. ولا تتوقف عجلة التطور عند هذا الحد، بل تتعداه لتشمل اكتشاف أدوية جديدة وعلاجاتٍ فعّالةٍ بسرعةٍ غير مسبوقة، مما يُساهم في إنقاذ الأرواح وخفض تكاليف العلاج.
حصنٌ رقميٌّ منيع
لم يقتصر تأثير الذكاء الاصطناعي على المجال الطبي فقط، بل امتدّ ليشمل الأمن السيبراني، حيثُ أحدث ثورةً حقيقيةً في هذا المجال. فقد أصبحت الأنظمة الأمنية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أكثر كفاءةً في منع فقدان البيانات والمعلومات الحساسة. وبفضل الشفافية والمساءلة، تُساعد هذه الأنظمة الشركات على حماية بياناتها بشكلٍ أفضل. كما تُسارع نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية من عملية اكتشاف المواد الجديدة، مما يُفتح آفاقًا واسعةً أمام صناعاتٍ عدة، خاصةً في مجال الطاقة، مما يُمكننا من التوصل إلى حلولٍ مبتكرةٍ في إنتاج الطاقة وتطوير العلاجات الطبية.
عقولٌ إلكترونيةٌ خارقة
أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مثل OpenAI’s o1، قدراتٍ استثنائيةً في التفكير الرياضي وحلّ المشكلات العلمية المعقدة. فهذه النماذج تُساعد الشركات على تطوير خوارزمياتٍ متقدمةٍ، وتشخيص أوجه القصور في العمليات التجارية، وابتكار حلولٍ مُبتكرةٍ في مختلف القطاعات. وقد بلغ التطور ذروته مع دمج الذكاء الاصطناعي مع البيولوجيا البشرية، حيثُ تم دمج ChatGPT في أدمغة المصابين بالشلل، مما مكّنهم من التواصل بشكلٍ طبيعيٍّ وفي الوقت الفعلي. ويُبرز هذا التقدم إمكانية الذكاء الاصطناعي في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة بشكلٍ كبير.
شراكةٌ بين الإنسان والآلة
يُعتبر عام 2025 عامًا حاسمًا في تطور العلاقة التكاملية بين الإنسان والذكاء الاصطناعي. فقد أصبحت أنظمة الذكاء الاصطناعي تتعلم من الخبرات البشرية على نطاقٍ واسع، مما يُعزز القدرة التنافسية في مختلف القطاعات. وتُشير توقعات شركة McKinsey إلى مساهمةٍ ضخمةٍ للذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي، تُقدر بـ 13 تريليون دولار بحلول عام 2030، مما يُزيد الناتج المحلي الإجمالي السنوي بنسبة 1.2%. ولكن مع هذا التقدم المُذهل، تبرز أسئلةٌ أخلاقيةٌ جديدةٌ تتعلق بخصوصية البيانات، والحدود بين المعلومات الشخصية والمعلومات المتعلقة بالعمل، بالإضافة إلى ضرورة الإشراف البشري على العمليات الحساسة.