منوعات

هل يمكن السفر عبر الزمن إلى أكوان موازية؟.. أسرار فيلم Interstellar وغموض الفيزياء الحديثة

كتب: أحمد خالد

في فيلم الخيال العلمي الشهير “Interstellar”، يخوض أبطال الفيلم مغامرة مثيرة عبر الزمن والمكان، مسافرين عبر ثقب دودي إلى مجرات بعيدة، بل ويتواصلون مع الماضي عبر بُعد خامس. تبدو هذه الفكرة ضربًا من الخيال، لكنها في الواقع مستندة إلى نظريات علمية حقيقية تتناول إمكانية وجود أكوان موازية وطرق محتملة للسفر بينها. لكن هل يمكن أن تتحقق هذه الأفكار يوماً ما؟ وهل سنتمكن من السفر إلى أبعاد أخرى كما في الفيلم؟

ما هي الأكوان الموازية؟

تظهر فكرة الأكوان الموازية في مجالين أساسيين بالفيزياء: أولاً، نظرية التضخم الكوني، التي تفترض أن الكون في بداياته تمدد بسرعة هائلة، ربما أدى ذلك إلى ولادة أكوان متعددة، لكل منها قوانين فيزيائية خاصة. لكن هذه الأكوان، إن وجدت، تبعد عنا مسافات هائلة يصعب تخيلها، مما يجعل الوصول إليها ضرباً من المستحيل. ثانياً، تفسير العوالم المتعددة في ميكانيكا الكم، الذي يقترح أن كل حدث عشوائي يؤدي إلى انقسام الكون إلى نسخ متعددة، بحيث تتحقق جميع الاحتمالات الممكنة في أكوان مختلفة.

هل يمكن الانتقال بين الأكوان؟

إذا افترضنا إمكانية السفر بين الأكوان الموازية، فقد يكون السفر عبر الزمن هو المفتاح. لكن كما يقول عالم الفيزياء الفلكية بول إم سوتر من جامعة ستوني بروك الأمريكية، فإن السفر إلى الماضي قد يثير تناقضات غريبة. فكر مثلاً في “معضلة الجد”: إذا عدت إلى الماضي ومنعت ولادة جدك، كيف ستولد أنت لتسافر عبر الزمن أصلاً؟

هناك فرضية تقول إن السفر إلى الماضي مستحيل تماماً بسبب هذه التناقضات، بينما تقترح فرضية أخرى أن السفر ممكن، لكن دون القدرة على تغيير الأحداث التي حدثت بالفعل. وهناك فرضية ثالثة تقول إنك عند العودة للماضي، لا تعود لماضيك، بل إلى كون آخر مشابه.

تعبيرية

معضلة آلة الزمن

يؤكد سوتر أن الفيزياء الحديثة لم تتمكن حتى الآن من إثبات إمكانية السفر عبر الزمن. فكلما حاول العلماء دمج فكرة آلة زمن في معادلاتهم، وجدوا أن قوانين الفيزياء الحالية لا تدعمها، حتى في الفيزياء الكلاسيكية، تظل هناك مشاكل تتعلق بكيفية عمل آلة الزمن وكيفية تغييرها للأحداث في الأكوان الموازية.

ماذا لو نجحنا؟

لو تمكنا من بناء آلة زمن، يمكننا اختبار فرضية العوالم المتعددة بسهولة. فإذا حاولنا تغيير الماضي ولم ننجح، فذلك قد يعني وجود كون واحد لا يمكن تغييره. أما إذا نجحنا، فقد يكون ذلك دليلًا على وجود أكوان موازية، حيث يتفرع كل خيار نتخذه إلى واقع جديد. يبقى السفر عبر الزمن لغزًا محيراً، فقد يكون الماضي مغلقاً للأبد، أو مجرد فرع من شجرة ضخمة من الأكوان. لكن في كل الأحوال، يبدو الأمر شديد التعقيد، إن لم يكن مستحيلاً.

لمزيد من المعلومات حول نظرية النسبية العامة، يمكنك زيارة موقع وكالة ناسا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى