مدير مدرسة بالبحيرة يعتدي على طالبتين.. والنيابة تتحرك

أثارت واقعة اعتداء مدير مدرسة كفر مستناد الثانوية الفنية بمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة على طالبتين بالضرب، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وفتحت بابًا واسعًا للنقاش حول سبل ضبط الانضباط المدرسي، ومدى احترام حقوق الطلاب.
تفاصيل الاعتداء المروع
انتشر مقطع فيديو صادم يوثق الاعتداء البدنى الشديد على الطالبتين من قبل مدير المدرسة، حيث يظهر الفيديو المدير وهو يصفع الطالبتين ويركلهما داخل أسوار المدرسة، أمام زميلاتهم. وقد أظهر الفيديو حجم العنف الذي تعرضت له الطالبتان، مما أثار غضبًا عارمًا بين أولياء الأمور والمجتمع المحلي.
وذكرت بعض المصادر أن هذه ليست الواقعة الأولى من نوعها، وأن المدير سبق وأن لجأ للعنف الجسدي مع طلاب آخرين، مما أثار تساؤلات حول مدى فعالية آليات الرقابة على المدارس.
وبالرغم من عدم وضوح دوافع المدير وراء هذا التصرف، إلا أن التحقيقات الأولية تشير إلى وجود خلاف بينه وبين الطالبتين، إلا أن هذا لا يبرر بأي شكل من الأشكال اللجوء للعنف كوسيلة لحل الخلاف.
ردود الفعل الرسمية والشعبية
لم يتأخر رد الفعل الرسمي على الواقعة، حيث أصدر وكيل وزارة التربية والتعليم بالبحيرة، يوسف الديب، قرارًا فوريًا باستبعاد المدير من منصبه، وإحالته للتحقيق الفوري. كما أصدرت النيابة الإدارية برئاسة المستشار عبد الراضي صديق تعليمات بفتح تحقيق عاجل للكشف عن ملابسات الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.
أما على مستوى الرأي العام، فقد أظهرت مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب عارمة، حيث طالب الكثيرون بتشديد العقوبات على أي مسؤول تربوي يجرؤ على استخدام العنف ضد الطلاب، مؤكدين على ضرورة توفير بيئة تعليمية آمنة تحمي الطلاب من أي انتهاكات.
المسار القانوني والعقوبات المتوقعة
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة إجراءات قانونية صارمة ضد المدير المتهم، خاصة في ظل الضغوط المجتمعية المتزايدة لمحاسبته. وتنص المادة 309 مكرر من قانون العقوبات المصري على عقوبات قد تصل إلى الحبس في حالة الاعتداء الجسدي، خاصة داخل بيئة تعليمية.
إلى جانب العقوبات القانونية، قد يواجه المدير أيضًا عقوبات تأديبية من وزارة التربية والتعليم، قد تصل إلى الفصل النهائي من الخدمة إذا ثبتت إدانته.
دروس مستفادة وتحديات مستقبلية
أعادت هذه الواقعة إلى الأذهان أهمية إعادة النظر في أساليب الإدارة المدرسية، وضرورة تدريب المعلمين والإداريين على أساليب التعامل مع الطلاب دون اللجوء للعنف. كما شدد خبراء التربية على ضرورة تعزيز الرقابة على المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة.
وتبقى هذه الواقعة مؤشرًا خطيرًا على ضرورة وجود آليات فعالة للرقابة والمحاسبة، وضرورة مراجعة شاملة لسياسات التعامل مع الطلاب داخل المدارس المصرية، لضمان حمايتهم من أي انتهاكات محتملة.