عرب وعالم

قطاع غزة: حماس تتهم إسرائيل بارتكاب جريمة حرب بسبب انقطاع الكهرباء المستمر

كتب: أحمد المصري

تندد حركة حماس باستمرار انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة لأكثر من 16 شهرًا، و تصفه بأنه جريمة حرب تُنذر بكارثة إنسانية حقيقية، تهدد حياة ملايين السكان. فقد أصبحت الحياة في غزة معركة يومية من أجل البقاء، حيث يُعاني المواطنون من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية.

عقاب جماعي وتصعيد خطير

تُدين حماس ما تُسميه “عقابًا جماعيًا غير مسبوق” تفرضه حكومة بنيامين نتنياهو على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة. وتُعتبر الحركة أن استخدام الماء والغذاء كأسلحة يُمثل تصعيدًا خطيرًا في سياق سياسة ممنهجة لإثقال كاهل السكان وتعميق معاناتهم. فانقطاع الكهرباء ليس مجرد انقطاع في الخدمة، بل هو تهديد مباشر للحياة و للبنية التحتية الأساسية للقطاع.

اتفاق وقف إطلاق النار: آمال و تحديات

في سياق متصل، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية قطرية أمريكية. ينص الاتفاق على هدنة مكونة من ثلاث مراحل، بدأت أولها صباح يوم الأحد 19 يناير 2025، وتستمر لمدة ستة أسابيع، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية القطرية. وقد جاء هذا الاتفاق بعد 15 شهرًا من الحرب المدمرة التي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا في القطاع، و أثارت قلقًا دوليًا واسعًا.

كان من المقرر أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في تمام الساعة 8:30 صباحًا بتوقيت القدس (06:30 بتوقيت جرينتش)، لكنه بدأ فعليًا في الساعة 11:30 صباحًا، بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية النهائية. يُمثل هذا الاتفاق شرارة أمل للسكان في غزة، لكن يبقى القلق سائدًا بشأن التزام جميع الأطراف ببنوده، و بشأن مدى قدرة هذا الاتفاق على تخفيف المعاناة الحادة التي يعيشها القطاع.

يُشكل استمرار انقطاع الكهرباء تهديدًا خطيرًا لصحة السكان و للاستقرار في غزة، ويُثير تساؤلات حول الالتزام بالاتفاقيات الدولية و القانون الإنساني الدولي. فإن الحصول على الماء والغذاء و الكهرباء هو حق أساسي لكل إنسان، و يجب ضمان هذا الحق لجميع سكان قطاع غزة دون استثناء.

يتطلب الوضع في غزة تضافر جهود المجتمع الدولي لتوفير الحماية للسكان و ضمان وصول المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة و فعّالة. فإن استمرار هذا الحصار يُهدد بكارثة إنسانية لا يمكن تخيّلها، ويُلقي بمسؤولية معالجة هذا الوضع على عاتق جميع الأطراف المعنية.

يُعتبر التوصل إلى حل مستدام لأزمة انقطاع الكهرباء في غزة أمراً بالغ الأهمية، و يجب أن يكون ذلك بالتعاون بين جميع الأطراف المتدخلة، مع التركيز على احترام القانون الدولي و ضمان حقوق الإنسان لجميع السكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى