انسحاب إسرائيل من نتساريم واستكمال فشل أهداف الحرب على الشعب الفلسطيني

كتبت: رفيدة عادل همام
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن انسحاب القوات الإسرائيلية من مستوطنة “نتساريم” في قطاع غزة يمثل استكمالاً لفشل أهداف الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني. جاء ذلك في تصريح رسمي بثته قناة «القاهرة الإخبارية»، حيث أكدت الحركة أن المقاومة الفلسطينية فرضت إرادتها رغم شراسة العدوان.
اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى
في سياق متصل دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في مرحلته الأولى بتاريخ 19 يناير الماضي. الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، يمتد لستة أسابيع، ويهدف إلى تهدئة الأوضاع المتوترة بين الطرفين وفتح باب للمفاوضات حول قضايا شائكة.
وينص الاتفاق على بدء مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بشأن المرحلة الثانية من التفاهمات في موعد أقصاه اليوم الـ16 من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، أي يوم غد. وتُلزم المرحلة الثانية الطرفين بإنجاز الاتفاق النهائي قبل انتهاء الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى.
دور الوساطة الإقليمية والدولية
الوساطة المصرية والقطرية والأمريكية كانت حاسمة في التوصل إلى هذا الاتفاق، حيث تسعى الأطراف إلى تحقيق تهدئة طويلة الأمد وضمان تحقيق مكاسب إنسانية وسياسية للشعب الفلسطيني. من جانبه، أكد أستاذ العلاقات الدولية في تصريحات خاصة أن الموقف العربي الداعم للقضية الفلسطينية لا يزال ثابتًا وواضحًا، مع التركيز على إيجاد حلول تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وتضمن استقرار المنطقة.
يشير انسحاب القوات الإسرائيلية من مستوطنة “نتساريم” إلى تغيّر واضح في استراتيجيات الاحتلال، حيث اعتبر مراقبون أن هذا الانسحاب يمثل اعترافًا بفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية من التصعيد الأخير. وفي ذات السياق، شددت حركة حماس على أن الانتصار تحقق بفضل صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته المستمرة.
توقعات المرحلة المقبلة
تتجه الأنظار الآن إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، حيث من المتوقع أن تشمل قضايا حساسة مثل تبادل الأسرى ورفع الحصار عن غزة. ومع اقتراب الموعد النهائي للمفاوضات، يبقى السؤال حول مدى التزام الطرفين بتنفيذ الاتفاقيات، وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات سابقة من التصعيد.
يعكس انسحاب إسرائيل من “نتساريم” والاتفاق الحالي لوقف إطلاق النار واقعًا جديدًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث باتت المقاومة الفلسطينية لاعبًا أساسيًا في المعادلة الإقليمية. وفي ظل الدعم العربي المستمر للقضية الفلسطينية، يبقى الأمل معقودًا على استثمار هذه الجهود في تحقيق حل شامل وعادل للصراع.