قال ممثل منظمة الصحة العالمية، نعمة عابد، إن احتمال ظهور بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية إثر النزاعات والحروب هو أمر وارد جدا.
جاء ذلك في تعقيب “عابد” عن تأثيرات حرب إسرائيل على غزة، على انتشار الميكروبات الشرسة، المقاومة للمضادات الحيوية، في رده على الصحفيين على هامش انعقاد فعاليات المؤتمر السنوي لمكافحة العدوى الـ 32 لاتحاد الأطباء العرب تحت عنوان “مكافحي العدوى: عليكم بالمجابهة”، برئاسة الدكتور أسامة رسلان، الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، وبحضور ومشاركة ممثلين عن منظمة الصحة العالمية، وقيادات بوزارة الصحة.
وأوضح عابد: ترتفع احتمالات انتشار بكتيريا مقاومة للمضادات في الدول التي يوجد بها اضطرابات وصراعات وحروب، في ظل الظروف السيئة التي تفرضها الحرب والأسلحة المستخدمة.
وفي هذا الصدد، قال ممثل منظمة الصحة العالمية، بأن هناك تقارير تشير إلىأن احتمالية انتقال هذا النوع من البكتيريا عبر الحدود هو أيضا أمر وارد جدا.
ونوه هنا إلى ظهور نوع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في العراق عقب الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، وانتقلت بين عدد من الجنود الأمريكيين – الذي كانوا متواجدين إبان الحرب – وذلك بعد عودتهم لبلادهم.
وأبرز عابد، أن “مقاومة مضادات الميكروبات، تعتبر واحدة من أكبر 10 تهديدات عالمية للصحة العامة مؤكدا على ضرورة توافر التنسيق والتكامل بين الجميع لحماية مقدمي الخدمة الصحية والمرضى؛ لأن أي خلل ممكن أن يتسبب في حدوث العدوى.
وقال عابد إن “منظمة الصحة العالمية أصدرت الخطة العالمية والاطار التنظيمي لمكافحة العدوى، وتعمل يد بيد مع شركائها لمكافحة العدوى لتحقيق اهداف للتنمية المستدامة.
ولفت إلى أن الوقاية من العدوى ومكافحتها تبدأ من غسل الأيدى والاهتمام بالنظافة بالمستشفيات.
وأكدت الأستاذة الدكتورة مها فتحي، أمين عام الجمعية المصرية لمكافحة العدوى التابعة لاتحاد الأطباء العرب، أن “الحروب تساعد بشكل كبير على انتشار معظم أنوع العدوى البكتيرية، المقاومة للمضادات بسبب ما تخلفه من تدمير للبنية التحتية الأساسية وتلوث للمياه النظيفة، وانتشار الجراثيم، وعدم توفر متطلبات الرعاية الصحية الأساسية من مطهرات وأدوات تعقيم ونظافة”.
ونبهت “فتحي” أيضا إلى مخاطر انتشار أوبئة خارج عن السيطرة، وذلك ما لم يحدث استجابة وتدخل سريع لتفادي حدوث ذلك.
كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في وقت سابق، أن مقاومة مضادات الميكروبات هي بالفعل سبب رئيسي للوفاة على مستوى العالم، فهي مسؤولة بشكل مباشر عن 1.27 مليون حالة وفاة سنويا.
وقال الدكتور تيدروس ادهانوم، منظمة الصحة العالمية، في بيان أخر نواصل دعم البلدان في الاستجابة لأزمة مقاومة مضادات الميكروبات، وقد تضاعف عدد البلدان التي أبلغت عن بيانات عن الالتهابات البكتيرية أكثر من 3 أضعاف في 7 سنوات.