ماكرون في القاهرة: قمة ثلاثية مصرية فرنسية أردنية لبحث أزمات المنطقة

تتجه أنظار العالم نحو القاهرة، حيث تستضيف مصر قمة ثلاثية هامة تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيريه الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. تأتي هذه القمة في توقيت حساس للغاية، وسط تصاعد التوتر في المنطقة واشتعال الأوضاع في قطاع غزة، ما يستدعي تضافر الجهود الدولية لإيجاد حلول جذرية للأزمات الراهنة.
مصر.. مركز ثقل سياسي وقوة دبلوماسية فاعلة
تشكل زيارة الرئيس ماكرون للقاهرة تأكيدًا واضحًا على الدور المحوري الذي تلعبه مصر في المنطقة، وثقة المجتمع الدولي في قدرتها على قيادة جهود التهدئة وإرساء السلام. فمصر، بفضل دبلوماسيتها النشطة وحكمتها السياسية، استطاعت أن تفرض نفسها كلاعب أساسي في المشهد الإقليمي، وأن تحظى بتقدير واحترام جميع الأطراف.
القضية الفلسطينية.. محور رئيسي في القمة
ستتصدر القضية الفلسطينية، بكل تأكيد، أجندة القمة الثلاثية، لا سيما في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة. ومن المتوقع أن يبحث القادة سبل وقف إطلاق النار وضمان حماية المدنيين، والعمل على إيجاد حل سياسي عادل ودائم ينهي معاناة الشعب الفلسطيني ويضمن له حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أزمات المنطقة.. تحديات جسام تتطلب تكاتف الجهود
إلى جانب القضية الفلسطينية، ستتناول القمة الثلاثية مجموعة من القضايا الإقليمية الملحة، كالأوضاع في سوريا وليبيا والسودان، والتي تُشكل تحديات جسيمة للأمن والاستقرار في المنطقة. وستُتيح هذه القمة فرصة ثمينة للتشاور والتنسيق بين الدول الثلاث، بهدف توحيد الرؤى وتكثيف الجهود من أجل إيجاد حلول سياسية شاملة لهذه الأزمات، ودرء مخاطر التدخلات الخارجية التي تُهدد وحدة وسيادة الدول العربية.
تعاون ثلاثي لوقف المجازر في غزة
يجمع بين مصر والأردن وفرنسا قاسم مشترك، وهو حرصهم على إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، وإيمانهم بضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتتمتع مصر والأردن بثقة الجانب الفلسطيني، بينما تُمثل فرنسا قوة أوروبية كبرى لها ثقلها على الساحة الدولية، ما يجعل من هذا التحالف الثلاثي قوة ضاغطة وفعالة لوقف المجازر التي يشهدها قطاع غزة، ودفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه حل الدولتين.
مصر.. بوابة الاستقرار في الشرق الأوسط
تنظر فرنسا، شأنها شأن العديد من الدول الأوروبية، إلى مصر كشريك استراتيجي وركن أساسي للاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن المتوقع أن تُسهم هذه القمة في تعزيز التعاون بين الدول الثلاث في مختلف المجالات، وتعزيز دور مصر كوسيط نزيه وفعال في حل النزاعات الإقليمية.
ويأمل المراقبون أن تُكلل هذه القمة بالنجاح، وأن تُمهد الطريق لتحقيق اختراق حقيقي في ملف غزة، ووضع حد للمعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وإعادة الأمل في مستقبل أكثر سلامًا واستقرارًا للمنطقة.