د. جمال حماد : التعليم في خطر 

 

 

إذا الأمة في خطر، ذلك لأن التعليم ليس محواً للأمية، ولاشهادة لسوق العمل، ولا وجاهة أجتماعية ، التعليم صناعة وعي إنساني لأعمار الحياة، التعليم صناعة للوجود الإنساني،

قريباً كان هناك عدد كبير من الدراسات السيكولوجية ( النفسية ) تؤكد ان شبابنا ادمنوا التكنولوجيا وصنعت لهم عالم من الأغتراب عن العالم الحقيقي، وبدلاً من ان تكون أداة للتواصل الجيد، اصبحت أداة للتمحور حول الذات والتفكير بشكل احادي الرؤية، لاننكر اهمية التكنولوجيا، ولا ننكر اهمية التغيير، ولاننكر اهمية التكيف مع متغيرات عالم مابعد العولمة، والتي أضحت فيه التكنولوجيا مجالاً خصباً وثرياً للتعايش مع هذا الواقع الاجتماعي،

أما…استخدامها في التعليم بهذا الإفراط ،فالنتيجة هي صناعة جيل في تقديري ( سيكون غير سوياً ) على كل الإتجاهات.

لأن التعليم كان هو المخرج الوحيد لحالات الاغتراب والإدمان الإلكتروني لاولادنا…

فجلسات التعلم المباشر مع الاستاذ في الفصل، او استاذ الجامعة في المدرج، ليست حالة لنقل المعلومات، هي عملية لبناء شخصية، وبناء قيم، وبناء روح، وبناء قدرات للتفكير والحديث والتحليل والنقد،

التعليم….كان هو المخرج للتخلف والتوحد مع الذات، التعليم هو المخرج الوحيد لمواجهه الإرهاب والتطرف، لأن المعلم هو الرسول والنموذج الذي يصنع من طلابه حالة إنسانية قابلة للأمتداد،

حقيقةً…

لااعرف سبباً منطقياً لهذا الهوس التكنولوجي في العملية التعليمية.

ولم اقتنع تماماً أن كورونا هي السبب في كل مانحن فيه، هي تلكيكة لكل اصحاب الهوى،

نحن امة لها معايير خاصة للهوية..نحن اصحاب تاريخ وحضارة ودين…صناعة كل هذا تم في الكتاب والحضانة والمدرسة والجامعة والمؤسسات الثقافية،

لاتنبهروا ولاتنخدعوا في منصات الكترونية بلا روح وبلا دافع….الفرصة أمام كل مسؤول أن يتكيف ويستخدم التكنولوجيا بحساب .أما حالة نسف التواصل المعرفي في قاعات التدريس فهو نسف لهوية أمة،

بالمثل…وآسف للمقارنة…

امنعوا الرقص في قاعات الأفراح واجعلوه أون لاين..امنعوا القرآن في شوادر العزاء واجعلوه أون لاين.امنعوا الاكل والسهر في المطاعم واجعلوه أون لاين…

لماذا فقط التعليم….

اسألوا المتخصصين كيف يمكن صناعة جيل قادر على التحدي والمواجهة، لاتستمروا في هذا العبث المقنن فمخرجاته شباب بلا هوية وبلا روح…

إنما الحل الحقيقي…

إصلاح حال مدارسنا.وجامعاتنا الحكومية، وإصلاح حال المعلمين، وعودة والانضباط مرة أخرى للاداره التعليمية….

ماتفعلون ستدفعون ثمناً غالياً امامه.هذا ليس اصلاح ولا تغيير، هو وهم التكنولوجيا ووهم الصورة، وضياع أمة ، نصيبها مسؤولين لايسمعون اهل الذكر إنما لديهم روشتة للتنفيذ تشبه تماماً روشتة صندوق النقد والبنك الدولي…والنتيجة كله تمام والعملية نجحت لكن للأسف المريض ماااات…

استيقظوا..وتراجوا….مايحدث هو صناعة امة أنكسر آخر عكاز لها وهو التعليم وخصوصاُ للفقراء والطبقة الوسطى……وتأملوا تجارب الغرب التي ابهرتكم ستعرفون ان التعليم تحديداً له بيئة ومعايير….مانفعله الآن أننا استوردنا عربية مرسيدس احدث موديل، ونسير بها في ( الطين )..

اللهم مابلغت اللهم فاشهد…

اخيراً….

التراجع بشجاعة والاعتراف بالخطأ هو قمة العظمة وليس قمة الضعف أو الهوان…

والحل طريقاً وسطاً..تتنصر فيه هوية التعلم وليس التعليم والخبراء في التربية يعلمون هذا تماماً .لكن صمتهم دائم ومريب…

جمال حماد..

زر الذهاب إلى الأعلى