ترامب يُشعل حربًا تجارية جديدة: رسوم جمركية 25% على السيارات تهز أسواق العالم

كتب: أحمد محمود
ألقى قرار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات السيارات وقطع غيارها إلى الولايات المتحدة، بظلاله الثقيلة على قطاع صناعة السيارات، محلياً وعالمياً، مثيراً موجة من القلق في أوساط الشركات الأمريكية ونظيراتها الدولية، وفقاً لما ذكرته العربية نت.
وفي تصريح مثير للجدل، أشار ترامب إلى أن هذه الرسوم، التي أعلن عنها يوم الأربعاء، قد تُلقي بظلالها السلبية على شركة تسلا، أو ربما تُصب في صالحها على المدى الطويل، مُضيفاً أن الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، لم يقدم له أي نصائح بخصوص هذا القرار.
تراجع حاد في أسواق الأسهم
شهدت أسواق الأسهم تراجعاً حاداً عقب هذا الإعلان، حيث هبطت أسهم جنرال موتورز بنسبة 8% في التعاملات اللاحقة لإغلاق السوق، بينما تراجعت أسهم كل من فورد وستلانتس المُدرجة في السوق الأمريكية بنسبة 4.5% تقريباً. ولم تسلم أسواق آسيا من هذه الموجة، حيث انخفضت أسهم تويوتا موتور وهوندا موتور وهيونداي موتور بنحو 3%. أما تسلا، التي تُصنع جميع سياراتها المُباعة في الولايات المتحدة محلياً، ولكنها تستورد بعض المكونات، فقد تراجعت أسهمها بنسبة 1.3%.
ولم تُصدر أي من هذه الشركات تعليقاً رسمياً حتى الآن.
رسوم تبدأ من 2.5% وتصل إلى 25%
أكد ترامب على عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السيارات غير المصنعة في الولايات المتحدة، موضحاً أن هذه الرسوم ستبدأ من 2.5%، وهي النسبة الحالية، لتصل تدريجياً إلى 25%. ويأتي هذا القرار في ظل تهديدات مُتكررة من ترامب بفرض رسوم أعلى على واردات السيارات، ويُرجح أن يتزامن توقيت الإعلان مع خططه لفرض رسوم جمركية مضادة في الثاني من أبريل، تستهدف الدول المسؤولة عن الجزء الأكبر من العجز التجاري الأمريكي.
ويعتبر ترامب هذه الرسوم أداة لزيادة الإيرادات لتعويض تخفيضات الضرائب التي وعد بها، بالإضافة إلى إعادة إحياء القاعدة الصناعية الأمريكية.
نصف السيارات المباعة مستوردة
تشير بيانات شركة الأبحاث جلوبال داتا إلى أن ما يقرب من نصف السيارات المباعة في الولايات المتحدة العام الماضي كانت مُستوردة. وقد حذرت مجموعة أوتو درايف أميركا، التي تُمثل كبرى شركات صناعة السيارات الأجنبية مثل هوندا وهيونداي وتويوتا وفولكس فاغن، من أن هذه الرسوم ستزيد من تكلفة إنتاج وبيع السيارات في الولايات المتحدة، مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وتراجع الخيارات المتاحة للمستهلكين، وانخفاض فرص العمل في قطاع الصناعات التحويلية.
ضبابية تُخيّم على الأسواق
لقد خلقت رسوم ترامب الجمركية وتهديداته المُستمرة منذ بداية ولايته الثانية حالة من الضبابية والاضطراب في الأسواق العالمية. ويعتقد ترامب أن هذه الرسوم ستدفع شركات صناعة السيارات إلى زيادة استثماراتها في الولايات المتحدة بدلاً من كندا أو المكسيك.
تجدر الإشارة إلى أن شركات صناعة السيارات في أمريكا الشمالية تتمتع باتفاقية التجارة الحرة إلى حد كبير منذ عام 1994. وقد وضعت اتفاقية 2020 بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، التي قادها ترامب، قواعد جديدة تهدف إلى زيادة إنتاج المكونات في المنطقة. وبعد فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المكسيك وكندا في أوائل مارس، منح ترامب مهلة شهر للسيارات المنتجة وفقاً لشروط الاتفاقية، وهو ما كان له أثر إيجابي على الشركات الأمريكية. إلا أن القواعد الجديدة لا تشمل تمديد هذه المهلة.