اللواء يسري البنداري: الضربة الأولى أفقدت العدو الإسرائيلي توازنه في حرب أكتوبر فأربكت دفاعاته | حوار

كتب – محمد عوض:

أشار اللواء يسري البنداري ضابط موقع بالسريا الأولى الكتيبة 44 صواريخ بالجيش الثالث الميداني، إلى ان الكتيبة الصاروخية كان عليها عمل كبير للإستعداد للحرب ولذا تم ابلاغه للإستعداد للحرب مساء اليوم السابق للحرب، وتم إبلاغنا بالإنتقال بالمعدات إلى منطقة كعابيش لعمل تجهيزات الصواريخ ليتم تحميل ناقلات الصواريخ لتتمركز قبالة قناة السويس ورغم ذلك كله لم نكن متأكدين من أننا سنخوض الحرب ففي كل مرة يتم عمل هذه الإستعدادات ثم يتبين انها نوع من التدريبات العملية لخوض الحرب  ولكننا في هذا اليوم السادس من أكتوير شعرنا ان الأمر مختلف وان هناك شيئا ما سيحدث وتأكدنا أكثر حينما صدرت الأوامر بتلقيم قاذقات الصواريخ بالكامل.

وأشار إلى أنه بمناسبة ذكرى إنتصلرات أكتوبر المجيدة إلى أنه تم العبور يوم السادس من أكتوبر لوحدات المشاه والاستطلاع، وقال: أما نحن وحدات المدفعيه والصاروخيه فكان عبورنا يوم الثامن من اكتوبر ونحن لدينا معدات تقيله وكان علينا ان ننتظر اكتمال بناء الكباري لكي نعبر، وكان ذلك المغرب وكانت الساعه تقترب من الثامنه مساء، وكنا نعبر بنظام مع إتساق مع الوحدات الأخري، وهو كما تم التدريب عليه مسبقا فكل وحدة كانت تعبر قناة السويس، في اتساق وتناغم مع الوحدات الاخرى، حتى تم عبور المعدات الثقيله من مدفعية وصاروخيه وغيرها لتامين الضفة الأخرى للقناة.

اللواء يسري البنداري مع الزميل محمد عوض

ووصف شعوره آنذاك قائلا: الشعور كان كبيرا جدا واذكر لك حادثه وقعت معي ومع زملائي حيث وجدنا ثلاثة من الجنود أصيبوا إصابات بالغة بعد ضرب الممر ناحية البساتين في الإسماعيلية وكان من أحد الجنود مصابين اصابات خطيره وكان  احد الجنود مصاب في وجهة أصابة خطيرة جدا لدرجة ان جلد الوجه انفصل عن العظام وصار وجهه معلقا فقمت باعادته علي وجهه بيدي انا وزملائي في الكتيبة و قلنا له  اننا سوف ننقله الى  نقطة اسعاف ليتم علاجه ونقله الي المستشفى.. لكنه رفض ذلك بل ورجانا ان ناخذه معنا ليعبر إلى الضفة الأخرى من القناة ويستشهد وهو يقاتل من اجل مصر لأنه كان ينتظر هذا اليوم الذي سنحارب فيه العدو ليشارك في الحرب ويرفع علم مصر أرض سيناء.. وهذا هو الشعور بالمسؤلية ممزوجة بالسعادة التي كانت تعترينا.. فكل جندي وقائد في الجيش المصري كان يقوم بواجبه تجاه وطننا الغالي الذي نقدم له الغالي والنفيس لتحيا مصر.

وأكد أن هناك كانت عراقيل أثناء العبور فالساتر الترابي كان جزء من خط بارليف  الذي به تحصينات قوية ونابلم ودشم منيعة وحقول ألغام ومدفعية وتجهيزات هندسية وإجراءات دفاعية خلف الساتر الترابي من خلف المانع المائي، كما يمكن القول أن الساتر الترابي هو جزء من خط بارليف، ولذا فقد تم عمل ثغرات في هذا الساتر الترابي عبر مضخات المياه التي أهالت هذا الساتر وخلف وراءه طمي في بعض الأماكن التي تحتوي علي تراب وليس رملا، مما آخر تقدمنا في بعض النقاط وانتظرنا حتى يجف الطين، بخلاف النقاط التي كانت من الرمال فكان العبور بها سهلا وسريعا.

وأضاف ان الضربة الأولي التي قام بها الجيش المصري في حرب أكتوبر أفقدت العدو توازنه، وكانت القوات المسلحة قادرة علي التوغل في عمق سيناء ومطاردة فلولهم، ولكن ذلك كان سيفقدنا الغطاء الجوي الذي كان يؤمن تحركاتنا على الأرض وكنا في المرحلة الأولى من العبور وكان لا بد من إيجاد غطاء جوي لنا اثناء تقدمنا في الخطوط الأمامية بالإضافة إلى ان عبور الوحدات المدفعية والصاروخية كان مدروسا حيث ان المواقع التي كنا بها علي لم نتركها خاليه ولكن حل مكاننا وحدات اخرى من وحدات المدفعية والصاروخية وكانت فرق الإستطلاع تكشف الأهداف ليتم التعامل معها من خلال إحداثيات تقوم المدفعية بالتعامل معها من خلال هذه الاحداثيات للاهداف.

وأشار إلى أن إحدى الوقائع اثناء العبور التي جمعته بالعميد أحمد حمدي الذي إستشهد فيما بعد حيث تعطلت سيارته العسكرية اثناء العبور وعرقلت تقدم الرتل العسكري فصاح بصوت عال هذه السيارة إذا لم تتحرك سألقي بها في قناة السويس وقال،، الجيش اتعطل بسببها،، وهنا تم سحب السيارة وتم اصلاحها لنستكمل العبور.

ومن بين ذكرياته مع الحرب أيضا هو رؤيته المشير حسين طنطاوي الذي شارك في الحرب وكان قائدا للفرقة 16 وهو يحمل فوق أكتافه صناديق المقذوفات المضادة للدبابات، حيث كان العدو يهاجم بالدبابات اثناء حدوث ثغرة الدفرسوار والتي إستغل العدو عدم تواجد قوات في منطقة البحيرات، فالتف من خلالها بقوات صغيرة ثم جاءهم الدعم من امريكا فتم تدعيم قواته في هذه المنطقة وتم محاصرة الجيش الثالث موضحا أن حصار الجيش الثالث كان السبب فيه إستغلال رصد طائرة استطلاع أمريكية – لم تستطع الدفاعات الجوية المصرية إسقاطها بسبب سرعتها التي بلغت ثلاث مرات سرعة الصوت وارتفاعها الشاهق – وجود ثغرة بين الجيش الثالث في السويس والجيش الثاني في الإسماعيلية.

واضاف ضابط موقع بالسريا الأولى الكتيبة 44 صواريخ الجبش الثالث أن مدة هذه الحرب كانت 142 يوما الى أن تم وقف الحرب وتم عمل برامج لنزول الاجازات.

وحكى عن احد الطرائف التي حدثت معه مع احد المجندين، وهو حسين محمد حسين كان من أحد المجندين الأقوياء جدا و ممن كانوا يمتلكون جسدا كبيرا وقلبا طيبا كثيرا، وقبل التحاقه بالجيش كان يعمل عتالا وكان يأكل كميات كبيرة من الطعام و أثناء الحصار في الثغرة كانت المواد الغذائية قليلة والمجند حسين كان يأكل طعام سريا كاملة وكان له مواقف مع العدو الاسرائيلي وكان معروف عن قوته فكانوا حينما يدخلوا الطعام والاغذية والدقيق فكان حسين يحمل الأجولة على كتفيه وكانوا يهابونه لما يملك من قوة وضخامة الجسم، وكان الضباط الاسرائيليين يتحدثون معنا حول احتياجنا للذهاب الى بيوتنا ورؤية أهلنا وابناءنا فكنما نرد عليهم أننا قد متنا ودفنا هنا في سيناء.

وأضاف اللواء يسري البنداري ان مصر ستبقى بأمان إلي يوم الدين كما هو مذكور في كل الكتب السماوية وستبقي كذلك رغم أنف المغرضين او الحاقدين او اعدائها.

زر الذهاب إلى الأعلى