اللواء أسامة عبد الكريم: القيادة أبلغتنا بتجهيز مدافعنا ليلة حرب أكتوبر وتلقينا موعد العبور قبلها بساعة

كتب – محمد عوض:

قال اللواء أسامة عبد الكريم أحد أبطال حرب أكتوبر عام 1973، وقائد الفصيلة الثانية نيران في الكتيبة 44 صواريخ للجيش الثالث، إن حرب أكتوبر هى حرب فريدة فى تاريخ الحروب على مستوى العالم ، فهى حرب غير متكافئة من الناحية العسكرية على الإطلاق سواء من ناحية التسليح أو الدعم المقدم من منتجى السلاح، ورغم ذلك تحقق فيها الانتصار بإمكانيات دفاعية محضة، فالجيش المصرى كان تسليحه يعد بدائياً مقارنة بتسليح العدو الذى فتحت له أحدث الترسانات العسكرية أبوابها، ودعمته دعماً لا محدود بالطيران المتطور والمدفعية الحديثة ذاتية الحركة والدبابات القادرة على الاشتباك والهجوم، فى حين أن الجيش المصرى كان تسليحه محسوباً وقدراته فى مجملها دفاعية لا ترقى إلى شن هجوم والاشتباك فى معركة طويلة، فكان الانتصار.

وأكد قائد الفصيلة الثانيه نيران الكتيبة ٤٤ الصاروخية ، أحد أبطال حرب أكتوبر عام 1973، أن نكسة يونيو 67 لم يواجه الجيش عسكريا إسرائيليا واحدا، ولم يحارب فى 67، ولكن انتصر الصهاينة فى هذه الجولة بضرب المطارات والطائرات على الأرض.

وأضاف بمناسبة الذكرى الـ 48 لانتصارات اكتوبر المجيدة، أن الحرب الحقيقية بدأت منذ أعادة بناء الجيش، بعد نكسة 67، وتم رفع الكفاءة القتالية له وتجهيزه وخلال عام 1968 بدأت حرب الاستنزاف، ووقعت معارك مثل رأس العش وتدمير إيلات، وغيرهما، وبدأ الجيش يدخل فى مراحل التجهيز وإعادة بناء المعدات ووضع خطط تدريب مكثفة للقوات، وأصيب العدو بخسائر بالغة فى حرب الاستنزاف، وتم بناء حوائط الصواريخ غرب القناة وهى أهم أعمال التمهيد لحرب أكتوبر كحماية القوات العابرة للقناة، وكانت هى الغطاء الاستراتيجى للعبور.

وأشار إلي أنه قبل حرب أكتوبر، كانوا دوما يتلقون أوامر بالإستعداد لخوض الحرب فكانوا يقوموا بالاستعدادات كما لو أنهم سيبدأوا الهجوم الذي تدريوا عليه ثم ينتهي التدريب بلا حرب، وهذا ما جعلهم متشوقين لبدء الحرب مما رفع الروح المعنوية لدى الجيش المصري وجعلها مرتفعة لافتا إلى انه في مساء يوم الخامس من اكتوبر 1973 وتحديدا الساعة التاسعة مساء تلقى امرا من قائد الكتيبة اللواء أمير  بالاستعداد للحرب وأعلمنا بالأماكن التي سنقوم باعداد قواعد لها وتأمينها وعمل تجهيزاتها الفنية وكذلك المقذوفات وتلقينا المعلومات الفنية لبدء الحرب.

اللواء أسامة عبد الكريم أحد أبطال حرب أكتوبر عام 1973 مع الزميل محمد عوض

وتابع قائلًا: بالطبع قمنا بتنفيذ التعليمات ككل مرة علي أنها إستعداد للحرب دون النظر الي اننا في كل مرة لا نحارب ويكون ذلك هو نوع من التدريبات لجاهزية الحرب وانتقلنا بمعداتنا الي منطقة اسمها السلوفة ولكن عندما امر القائد بضبط الأشعة على إحداثيات مرابض النيران للتعامل معها عرفنا ان شيئا ما سيحدث وهناك إستكملنا تجهيزاتنا  لعملية التمهيد النيراني وقمنا بتلقيم المدافع على طول قناة السويس منوها ان توقيت بدء الحرب كان هو الساعة،، س،، وهو الساعة التي يرتبط بها كل فكانت الساعة “س” هي موعد العبور .

ومع اقتراب الساعة الثانية، وفقًا للواء أسامة عبد الكريم، كان الهدوء يسود المنطفة بالكامل بطول قناة السويس كما لو انه الهدوء الذي يسبق العاصفة وفي الساعة الثانية إلا خمس دقائق شقت الطائرات الحربية المصرية سماء القناة وهي تعبر لتنفذ الضربات الجوية، وحينئذ إنطلقت الحناجر بصوت واحد، “الله أكبر”، هز كافة الأرجاء كزئير الأسود دون تمييز بين مسيحي او مسلم، وكانت هذه لوحة لن تنسى ابدا.. حيث إرتفعت الروح المعنوية إلي عنان السماء منوها إلى أن 2000 قطعة مدفعية على طول قناة السويس قامت بالتمهيد النيراني التي تتكون من قذفة اَلي وقذفة ثانية وثالثة بواسطة المدفعية التي دكت كل الأهداف التي حددتها فرق الاستطلاع أو التعامل مباشرة مع العدو…

وأشار إلي ان الخداع كان من احد اسباب نجاح حرب أكتوبر حيث نجحت فرق المشاة بإيهام العدو الاسرائيلي باستحالة قيام الحرب حيث تم فنح باب الحج للضباط لتسجيل أسمائهم وكان هذا في شهر رمضان المبارك وكانت هده الإجراءات حقيقية لدوجة ان موعد قيام الحرب لم يكن بعرفه احد للحفاظ علي سرية المفاجاة ووصل الأمر ان هناك العديد من ضباط المشاة لم يعرفوا موعد قيام الحرب إلا قبل موعدها بساعة وهذا هو الذي حكاه لي ضباط المشاة.. منوها بأن كل سلاح تم اعلامه بموعد الحرب حسب تجهيزاته كالكتائب الصاروخية والمدفعية التي تحتاج ألي مجهود ووقت كبير في الاستعداد للحرب.

وأضاف قائد الفصيلة الثانية نيران في الكتيبة 44 صواريخ للجيش الثالث أن هناك بيان تم فيه عمل عبور كامل في منطقة الخطاطبة وكانت سري جدا ولم يعرف عنها اي احد من خارج القوات المشاركة في حرب أكتوبر وذلك قبل قيام الحرب بعدة اشهر، وتم فيه تصوير العبور كما تم التخطيط له وهو ما تم إذاعته في وسائل الاعلام، مؤكدا ان الحرب الحقيقية لم يتم تصويرها ولم يكن احدا يعرف بموعد الحرب إلا قبلها بمدة قصيرة جدا تصل الي ساعة وذلك للحفاظ علي سرية الحرب وعنصر المفاجأة الذي افضى إلى إذهال العدو وافقاده توازنه وتغليب الكفة لقواتنا المسلحة الباسلة.

زر الذهاب إلى الأعلى