العلاقات المصرية الإفريقية فى ازدهار وتقدم.. والسفير حجازى: تسوية قضية المياه تزيد حركة التنمية بالقارة السمراء

السفير محمد حجازي: زيارة رئيس الكونغو والمبعوث الأمريكى لمصر استهدفت تسوية أزمة سد النهضة

 

كتب – أيمن عامر:

أكد السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية السابق وخبير الشئون الإفريقية، أن العلاقات المصرية الإفريقية وطيدة  ، وتتواصل الصلات فى كافة المجالات بين مصر والدول الإفريقية المختلفة، وتستقبل القاهرة قادة  وزعماء البلدان الإفريقية، وكان أخر الزيارات، استقبال الرئيس السيسى لرئيس الكونغو الديمقراطية الرئيس فليكس تشيسكيدى، الذى حمل معه بوصفه رئيساً للاتحاد الأفريقى  عدد من الملفات التى يتم تداولها بشأن سد النهضة  ، لم يفصح عنها بعد لدراستها بواسطة الوزارات المختصة وبين مصر والسودان والرئاسة الكونغولية .

وأوضح السفير محمد حجازى، أن زيارة جيفري فيلتمان المبعوث الأمريكى للقرن الإفريقى الأسبوع الماضي أيضًا تأكيدًا بأن الإدارة الأمريكية مهتمة بهذا الملف الذى يهدد الأمن والاستقرار الإقليمى للخطر، كما تأتى زيارة الرئيس تشيسكيدى فى هذا السياق بحكم أنه رئيس الاتحاد الإفريقي وبحكم أنه استضاف الجولة الهامة التى عقدت فى إبريل الماضى فى كينشاسا، ويعمل من أجل التوصل إلى تسوية أزمة المفاوضات الحالية

شدد السفير محمد حجازى، من المؤكد أن مصر ستبقى على موقفها الثابت الذى يحفظ حقوقها ، ساعية نحو التوصل لحل وسط يطلق مقدرات النهر لصالح شعوبه ، ولكن لن يتنازل أبداً الموقف المصرى عن محدداته بشأن حصصه المائية واستخداماته الحالية التى نشأت عليها الحضارة المصرية ولا يمكن التفريط فيها.

ولفت السفير حجازى ، إلى أن مصر منذ البداية وهى تعمل على تلبية احتياجات القارة ، وعندما كان التحدى هو تحدى الاستقلال الإفريقى من الاستعمار الغربى، فقد لعبت مصر أبان عهد الرئيس جمال عبد الناصر دوراً محوريًا، ساهم فى استقلال العديد من البلدان الإفريقية، وبناء القارة بأيدى أبنائها وسواعدهم، كما تقدم مصر الدعم الفنى عبر تاريخها للأشقاء فى أفريقيا وتقدم لهم الخبرات الفنية والدورات التدريبية ودراسات جدوى المشروعات القومية وتسهم معهم فى العديد من المشروعات المتعلقة بإدارة الموارد المائية وتطهير الترع والمصارف.

وتابع وكذلك فى إعداد وتدريب القوات المسلحة الإفريقية والمساهمة فى جهود مكافحة الإرهاب وإرسال الخبراء واستقبال المتدربين ، كما تقدم مصر أيضاً خبراتها على الساحة الدولية لخدمة قضايا القارة فى حرية التجارة لمواجهة  أزمة الديون والتعبير عن مصالح القارة فى اتفاقية المناخ وفى العديد من المحافل الدولية الاقتصادية مثل مجموعة السبعة ومجموعة العشرين.

وأشار حجازى إلى أن مصر لعبت دوراً محورياً خلال رئاستها الاتحاد الإفريقى عام 2019 وإطلاقها اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية، كما أن لمصر استثمارات فى إثيوبيا ذاتها تقارب لـ 2 مليار دولار وتستورد مصر من إثيوبيا العديد من المنتجات، كما أن رجال الأعمال المصريين أيضاً لديهم استثمارات كبيرة بأديس ابابا، علاوة على النشاط المعمارى لشركات المقاولات المصرية عبر دول القارة وعلى رأسهم شركة المقاولون العرب ، فضلا عن دور وزارتى الإسكان والكهرباء المصريتين من إنشاء سد روفيجى فى تنزانيا بـ 3 مليار دولار وغيرها من المشروعات العملاقة.

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير محمد حجازى، إذا ما تمت تسوية ملف المياه ، فستنطلق المساهمات التنموية والإعمار للدول الإفريقية   بشكل أكثر ، خاصة فى دولتى السودان وأثيوبيا لفتح مزيد من أفاق التعاون مشيراً إلى إقامة مصر شبكات ربط كهربائى ما بين مصر والسودان يمكن أن تمتد إلى إثيوبيا كما يمكن أن يكون هناك ربطاً برياً وربط بالسكك الحديدية لتنطلق العلاقة ما بين بلدان شرق أفريقيا نحو مزيد من التعاون الذى تكون المياه أحد أركانه ، فضلا عن ربط مصر بشمال حتى جنوب أفريقيا عبر طريق القاهرة كيب داون الذى يمر بـ 9 دول أفريقية بينهم السودان وجنوب السودان واثيوبيا.

وأضاف السفير حجازى ، أما إذا استمر التعنت الإثيوبى فهو يعرض المنطقة فى المقابل لمخاطر الهجرة غير الشرعية والعنف والإرهاب وتجارة السلاح وغيرها من القضايا الشائكة المرتبطة بعدم الاستقرار خاصة فى المنطقة قرب الممرات المائية وخطوط الامدادات البحرية والتجارية  وخطوط البترول والغاز وحركة الاساطيل الدولية ،  متابعاً ، من هنا لابد من السعى الجماعى من أجل تحقيق الهدوء والاستقرار لخدمة مصالح الجميع ، والعكس صحيح .

زر الذهاب إلى الأعلى