الذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل: هل ستسيطر الروبوتات على وظائفنا؟

كتب: أحمد عبد العزيز
يشهد العالم تحولات جذرية في سوق العمل، مدفوعة بتطور الذكاء الاصطناعي. فهل ستحل الروبوتات محل البشر في وظائفهم؟ وما هي المهارات المطلوبة في عصر التكنولوجيا المتسارع؟ وهل ستختفي وظائفنا الحالية ليحل محلها وظائف جديدة لم نسمع عنها من قبل؟
تحولات جذرية في سوق العمل
أثرت جائحة كوفيد-19، وارتفاع تكاليف المعيشة، والصراعات الجيوسياسية، بالإضافة إلى التغيرات المناخية والركود الاقتصادي، على ديناميكيات التوظيف العالمية. وعلى الرغم من انخفاض معدل البطالة العالمي إلى أدنى مستوى له منذ عام 1991 (4.9% في 2024)، إلا أن الدول ذات الدخل المنخفض تشهد زيادة في البطالة.
الذكاء الاصطناعي.. سلاح ذو حدين
أشار استطلاع شركة برايس ووتر هاوس كوبرز (PWC) إلى أن 25% من الشركات تستعد للاستغناء عن 5% أو أكثر من موظفيها بسبب الذكاء الاصطناعي. ويتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن يحل الذكاء الاصطناعي محل 85 مليون وظيفة بحلول 2025، مع إمكانية أتمتة 65% من وظائف البيع بالتجزئة.
وظائف المستقبل.. أين الخريطة؟
في المقابل، سيزداد الطلب على وظائف مرتبطة بالتكنولوجيا، مثل متخصصي البيانات الضخمة، ومهندسي التكنولوجيا المالية، ومتخصصي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ومطوري البرمجيات، ومتخصصي الأمن السيبراني، وغيرها. ويرى بنك جولدمان ساكس أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل 300 مليون وظيفة بدوام كامل، لكنه في الوقت نفسه سيزيد القيمة السنوية للسلع والخدمات العالمية بنسبة 7%.
الوظائف المهددة
- ممثلو خدمة العملاء: مع تزايد استخدام روبوتات الدردشة.
- موظفو الحسابات: بفضل أتمتة العمليات المحاسبية.
- موظفو إدخال البيانات: لقدرات الذكاء الاصطناعي على معالجة البيانات.
- المدققون اللغويون: لتطور برامج معالجة اللغة.
- عمال التصنيع: بسبب استخدام الروبوتات في المصانع.
- حراس الأمن: مع تطور أنظمة المراقبة بالذكاء الاصطناعي.
الوظائف الصامدة- المعلمون: لأهمية التفاعل البشري في العملية التعليمية.
- القضاة والمحامون: لحاجة هذه المهن للتفاوض والتحليل القانوني.
- المديرون والرؤساء التنفيذيون: لدورهم القيادي في إدارة فرق العمل.
- علماء النفس والأطباء النفسيون: لضرورة اللمسة الإنسانية في العلاج النفسي.
- الجراحون: لأهمية التواصل البشري مع المرضى.
وظائف المستقبل.. عالم جديد
تتوقع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم اختفاء مليار وظيفة حالية خلال قرن، وظهور وظائف جديدة في مجالات تطبيقات الهواتف المحمولة. وستشهد صناعة السيارات تحولًا كبيرًا، مع توجه العالم نحو السيارات الكهربائية وتقنيات القيادة الذاتية. تعتزم شركة إيرباص إنتاج “التاكسي بلا سائق” بحلول 2030، مما سيُحدث ثورة في قطاع النقل.
الاستعداد للمستقبل
يتطلب التكيف مع هذه التحولات تبني استراتيجيات مرنة، وتطوير المهارات الرقمية. فالابتكار والتطوير المستمر هما السبيل للاستفادة من فرص الذكاء الاصطناعي، وبناء مستقبل مهني مزدهر.