الدوافع الشخصية تُلقي بظلالها على الإرهاب الإسلاموي: هل الآيديولوجيا وحدها هي السبب؟

كتب: أحمد محمود
شهدت السنوات الأخيرة تناميًا ملحوظًا في ظاهرة الإرهاب الإسلاموي، مما أثار تساؤلات حول دوافع المنفذين وأسباب انخراطهم في مثل هذه الأعمال. وفي تحليل جديد للمشهد، ألقى خبير مكافحة الإرهاب مارتن كاهل الضوء على دور الدوافع الشخصية في هذه الهجمات، مؤكدًا أنها لا تقل أهمية عن الآيديولوجيا المتطرفة.
الدوافع الشخصية: عامل رئيسي في الإرهاب
أوضح كاهل، في تصريحاته الأخيرة، أن العديد من الهجمات الإرهابية التي تحمل راية الإسلام السياسي، لا تنبع فقط من التطرف الأيديولوجي، بل تتشابك مع دوافع شخصية معقدة. وأشار إلى أن مشاعر الإحباط، والتهميش، والرغبة في الانتقام، تلعب دورًا حاسمًا في دفع الأفراد نحو التطرف والعنف. وهذا يُضاف إلى تأثير الجماعات الإرهابية في استغلال هذه المشاعر لتجنيد المزيد من الأتباع.
الآيديولوجيا.. ليست وحدها السبب
بينما تُشير أصابع الاتهام غالبًا إلى التطرف الديني كمحرك رئيسي للإرهاب، إلا أن كاهل يرى أن التركيز على هذا الجانب فقط يُغفل عوامل أخرى لا تقل خطورة. فقد أظهرت الدراسات أن العديد من الإرهابيين يعانون من اضطرابات نفسية واجتماعية، تدفعهم إلى البحث عن الانتماء والهوية داخل الجماعات المتطرفة. وهنا يأتي دور الخطاب المتطرف في استقطاب هؤلاء الأفراد وتقديم وعود زائفة بالخلاص والقوة.
مكافحة الإرهاب.. تتطلب فهمًا أعمق
لذا، فإن مكافحة الإرهاب تتطلب، وفقًا لكاهل، فهمًا أعمق للدوافع النفسية والاجتماعية التي تقف وراء هذه الظاهرة. فلا يكفي التركيز على محاربة الأيديولوجيات المتطرفة فقط، بل يجب معالجة جذور المشكلة من خلال برامج إعادة تأهيل ودمج المتطرفين، بالإضافة إلى تعزيز الحوار المجتمعي ونشر ثقافة التسامح والاعتدال.