أفادت صحيفة الجارديان البريطانية أن الحكومة الألمانية على وشك الانهيار بعد إقالة المستشار الألمانى أولاف شولتز لوزير المالية كريستيان ليندنر أمس الأربعاء، مما ينذر بأضرار بالغة قد تلحق بأكبر اقتصاد فى القارة الأوروبية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير إخباري للكاتبة كيت كونولي أنه في ظل تلك الظروف فقد أصبح شبح الانتخابات المبكرة يلوح في الأفق بعد قرار الإقالة غير المتوقع الذي اتخذه شولتز أمس الأربعاء خلال اجتماع رفيع المستوى لأعضاء الحكومة التي تتشكل من إئتلاف الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، وذلك بعد احتدام الخلافات بين شولتز ووزير ماليته على مدار الأشهر الماضية حول أسعار الطاقة وتوفير الدعم لأوكرانيا مما كان له بالغ الأثر على شعبية الحكومة لدى الشعب الألماني.
ولفت المقال إلى أنه بعد ساعات قليلة من إقالة وزير المالية انسحب باقي وزراء الحزب الديمقراطي الحر من مجلس الوزراء في خطوة تمثل نهاية التحالف الثلاثي الذي يشكل الحكومة.
وأوضح المقال أن المستشار الألماني قام بتوجيه كلمة للشعب الألماني عبر التلفزيون أعلن فيها أنه سوف يطلب من البرلمان التصويت على الثقة في الحكومة خلال شهر يناير المقبل تمهيدا لانتخابات مبكرة في مارس القادم.
وأوضح المستشار الألماني أنه اقترح على وزير المالية خطة تشمل تخفيض تكلفة الطاقة وتعزيز الاستثمارات وتوفير الدعم اللازم لأوكرانيا لكنه لم يبدي أي اهتمام بتلك الخطة، مشيرا إلى أن الوضع أصبح خطيرا في ظل اندلاع حرب في أوروبا وزيادة حدة التوترات في الشرق الأوسط في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الألماني من الركود. ولفت شولتز في نفس الوقت إلى أن ألمانيا في أشد الحاجة لزيادة ميزانية الدفاع خاصة بعد نتائج الانتخابات الأمريكية أمس الأربعاء.
وأوضح المقال أن ألمانيا، التي تعد ثاني أكبر داعم بعد الولايات المتحدة للقوات الأوكرانية في حربها ضد روسيا، تواجه في الوقت الراهن موقفا صعبا في أعقاب عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض مرة أخرى حيث من المتوقع أن تتحمل برلين النصيب الأكبر من المساعدات الغربية لأوكرانيا في حال تنفيذ ترامب لوعوده بتقليص الدعم الذي تقدمه واشنطن لكييف.
وأشار المقال في الختام إلى أحدث استطلاعات الرأي في ألمانيا حيث أظهرت النتائج أن ما يقرب من 82 بالمائة من الشعب الألماني ليس لديهم أي ثقة في قدرة الحكومة على إنقاذ ألمانيا من أزمتها الاقتصادية الحالية.