اختبار جديد لكبار السن.. القسطرة التداخلية بديل للقلب المفتوح في إصلاح الصمام الميترالي









نشر في:
الجمعة 12 يوليه 2024 – 7:38 م
| آخر تحديث:
الجمعة 12 يوليه 2024 – 7:38 م

مع كل دقة للقلب يندفع الدم عبر شريان الأورطى وبوابته الصمام الأورطى إلى كل شرايين الجسم حاملا الأكسجين وعناصر الغذاء المختلفة لكل خلية فى نظام مذهل يضمن وصول كل احتياجاتها.

فى ذات الوقت تستعد الأوردة لتلقى بقايا الحياة اليومية لتعود بها إلى الجزء الأيمن من القلب الذى يدفعه مرة أخرى عبر الصمام الرئوى فى الشريان الرئوى المتجه إلى الرئتين ليعود مرة أخرى محملا بالأكسجين النقى إلى الأذين الأيسر ومنه إلى البطين الأيسر عبر الصمام الميترالى ليندفع الدم نقيا مرة أخرى فى الشريان الأورطى.

دقة واحدة للقلب تلك العضلة الفريدة التى تعمل بنظام يتيح لها أن تنقبض دفعة واحدة بقوة كما لو كانت خلية واحدة وتنبسط أيضا كما لو كانت خلية واحدة. عضلة واحدة وأربعة صمامات لها القدرة على الفتح أو الغلق بصورة مدهشة وتوقيت محكم يسمح للدم بالحركة فى اتجاه واحد فقط.

الصمام الميترالى والصمام الأورطى صمامان فى الجانب الأيسر من القلب يتيح الأورطى خروج الدم المحمل بالأكسجين من البطين الأيسر إلى الشريان الأورطى الذى يتولى دفع الدم فى شبكة الشرايين التى تتغلغل حتى الأطراف.

الصمام الميترالى يفتح دفتيه ليستقبل الدم القادم من الرئات عبر الأوردة الرئوية التى تصب الدم النقى فى الأذين الأيسر ومنه إلى البطين الأيسر. عملية تتطلب أن يكون الصمام محكم الغلق فماذا يحدث لو أنه كان هناك ما يعوق إغلاقه أو يعرقله.

يحدث هذا غالبا حينما يصاب الصمام بالحمى الروماتيزمية التى قد ينشأ عنها تشوه فى الصمام يخلف ضيقا به أو ارتجاعا – خلل فى تدفق الدم يؤدى إلى ارتجاع بعض من البطين للأذين فى حركة عكس الطبيعية – وقد يحدث الاثنان معا الضيق والارتجاع فى الصمام نفسه. يحدث أيضا الارتجاع نتيجة ارتخاء أوتار الصمام أو التهاب أو قصور فى عمل شرايين القلب أو نتيجة لتآكل الصمام بفعل السن.

تبدأ أعراض ارتجاع الصمام الميترالى ببعض الصعوبة فى التنفس تتزايد مع الوقت حتى يصاحبها سعال جاف متكرر فتقلق المريض ولا تمكنه من النوم فى راحة.

يبدأ علاج الأعراض بمدرات البول التى تخرج المياه الزائدة عن حاجة الجسم وقد يحتاج المريض إلى ما يساند عضلة القلب من أدوية لكن الحل الجراحى يظل فى النهاية هو الحل الأمثل إما بإصلاح الصمام فى عملية لرتقه وتجميله أو باستبداله بصمام صناعى، تظل دائما هناك شروط تمكن الجراح من اختيار الوسيلة التى تلائم المريض منها وجود هبوط فى عضلة القلب أم لا. منها أيضا سن المريض واحتماله، فالصمام الصناعى يحتاج إلى جرعات دائمة من مسيلات الدم ربما تبدو خطيرة فى المرأة التى قد تتعرض لنزف شديد أثناء الولادة لذا فرتق الصمام وتجميله قد يبدو الاختيار الأول للمرأة فى عمر الشباب.

ظلت الجراحة هى الوسيلة الفعالة حتى الآن واستبدال الصمام أو إصلاحه فى عملية للقلب المفتوح هى المسار الطبيعى لعلاج ارتجاع الصمام الميترالى حتى لكبار السن ممن تعدوا السبعين.

كانت المشكلة أن نسبة نجاح العملية فى كبار السن تبدو أقل مما لو كانت فى سن أقل نسبيا مما حدا بمجموعة من أطباء القلب فى ولاية ميتشجان ــ رويال أوك ــ مستشفى وليام بومو William Beaumont Hospital in Royal oak, Mich إلى العمل على حل المشكلة بطريقة جديدة مبتكرة لا تعتمد على الجراحة وإنما على القسطرة التداخلية.

يبدأ العمل بإدخال قسطرة من منطقة الفخذ لتصل إلى الصمام الميترالى فى الجانب الأيسر للقلب يدخلون عن طريقها مشبك (Clip) له تصميم خاص ليتم تثبيته على الصمام الميترالى، بالطبع وهم يتابعون تلك الخطوات على شاشة تتيح لهم رؤية مسار القسطرة والمشبك إلى أن يستقر فى مكانه محدثا التوازن المطلوب متحكما فى دخول الدم بالصورة الطبيعية فى اتجاه واحد مانعا ارتجاعه فى الاتجاه العكسى.

تشير نتائج الطريقة الجديدة بنجاح قد يعتمدها كوسيلة لإصلاح ارتجاع الصمام الميترالى بدون اللجوء للتدخل الجراحى الذى ما زالت له أخطاره إلى جانب تكلفته العالية واحتياجه لوجود مستشفيات على درجة عالية من التجهيز فى المعدات وأطقم الجراحة والتخدير والتمريض.

زر الذهاب إلى الأعلى