هل نعيش داخل ثقب أسود؟.. جيمس ويب يكشف لغزًا كونيًا مذهلاً

كتب: محمد نصار

في تطور علمي مذهل يُعيد طرح تساؤلات جوهرية حول نشأة الكون، كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة الجمعية الفلكية الملكية (MNRAS) عام 2025، استنادًا إلى بيانات من تلسكوب جيمس ويب الفضائي، عن احتمالية نشوء كوننا داخل ثقب أسود هائل ينتمي لكونٍ أكبر. هذه الفرضية، وإن بدت ضربًا من الخيال العلمي، تُثير جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية.

دوران المجرات: لغزٌ جديد

أوضح ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن مشروع JADES، المعني بالمسح العميق للمجرات، قد حلل بيانات 263 مجرة تعود إلى بدايات الكون. المثير للدهشة أن حوالي 66% من هذه المجرات تدور مع عقارب الساعة، بينما تدور 34% فقط بعكسها. هذا التوزيع غير المتكافئ يُشكّل لغزًا محيرًا، خاصةً في كون يُفترض أن يكون متجانسًا في جميع الاتجاهات، حيث كان التوزيع المتوقع 50/50.

كوننا داخل ثقب أسود: فرضية جريئة

يرى بعض العلماء أن هذا الانحراف في اتجاه دوران المجرات ليس محض صدفة، بل قد يكون دليلًا على نشأة كوننا داخل أفق حدث لثقب أسود هائل في كون آخر، وهي فكرة تُعرف باسم “كون شفارزشيلد”. وفقًا لهذه النظرية، فإن دوران الثقب الأسود الشديد وانحناء الزمكان الشديد الناتج عنه، قد يكونا سببًا في نشوء كوننا، بدلاً من الانهيار إلى نقطة تفرد (Singularity).

نظرية بوبلاوسكي: انحراف الزمكان ونشوء الكون

يقترح الفيزيائي البولندي نيكوديم بوبلاوسكي أن انحراف الزمكان (Torsion) يمنع الانهيار الكامل داخل الثقوب السوداء، ويؤدي بدلاً من ذلك إلى “ارتداد” يُنتج انفجارًا هائلًا، قد يكون هو الانفجار العظيم الذي بدأ كوننا. هذه النظرية تُقدم تفسيرًا مُحتملًا للغز دوران المجرات ونشأة الكون.

آراء مُعارضة وتداعيات محتملة

على الرغم من ذلك، يرى بعض العلماء أن هذا الخلل في البيانات قد يكون نتيجة انحياز رصدي ناتج عن دوران مجرتنا درب التبانة وتأثيره على مراقبة جيمس ويب. ومع ذلك، فإن هذه الملاحظات الجديدة قد تُسهم في إعادة معايرة أدوات قياس المسافات الكونية، وربما تُساعد في حل ألغاز كونية أخرى مثل مشكلة ثابت هابل، وظهور مجرات شديدة القدم في أزمنة لا يُفترض وجودها فيها نظريًا. للاطلاع على المزيد حول الأبحاث المنشورة في MNRAS.