معركة انتخابية مشتعلة.. انتخابات نقابة الصحفيين بين البرامج والاتهامات

كتب: أحمد عبد العزيز
في ظل أجواء انتخابية ساخنة، تشهد انتخابات نقابة الصحفيين هذا العام منافسة حامية الوطيس بين المرشحين على مقاعد العضوية ومنصب النقيب. وللأسف، انزلقت بعض الحملات الانتخابية إلى مستنقع الانتقادات الشخصية والاتهامات المتبادلة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بدلًا من التركيز على البرامج الانتخابية ورؤى المرشحين لتطوير العمل النقابي.
حملات تشويه السمعة
بدلًا من طرح البرامج والأفكار، انشغلت بعض الحملات بتشويه سمعة المنافسين وتضخيم قضايا ثانوية، مما يصرف الانتباه عن التحديات الجوهرية التي تواجه الصحافة المصرية. وهذا الأمر مؤسف، خاصة وأن النقابة، باعتبارها قلعة الحريات، يفترض أن تكون حامية لحقوق الصحفيين وداعمة لمكانتهم.
جمعية عمومية مؤجلة
كان من المقرر انعقاد الجمعية العمومية للنقابة في 4 أبريل، إلا أنها تأجلت إلى 18 أبريل لعدم اكتمال النصاب القانوني. ودعا مجلس النقابة جميع الأعضاء المشتغلين، البالغ عددهم 10226 عضوًا، لحضور الجمعية العمومية في موعدها الجديد.
منافسة شرسة
يتنافس على مقاعد المجلس الستة 43 مرشحًا ومرشحة، يمثلون مختلف المؤسسات الصحفية والتيارات الفكرية. وتشهد الانتخابات تنافسًا محتدمًا، ومن المتوقع أن تلعب الكتل التصويتية وقدرة المؤسسات الكبرى على حشد الأصوات دورًا مؤثرًا في تحديد النتائج.
هجمات عبر وسائل التواصل
شهدت هذه الدورة الانتخابية حملات هجومية غير مسبوقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار استياءً واسعًا بين أوساط الصحفيين، وأساء لصورة الانتخابات التي لطالما كانت رمزًا للوحدة والديمقراطية.
صراعات شخصية
اتخذت المعارك الانتخابية طابعًا شخصيًا، حيث تجاوزت طرح البرامج إلى محاولات متبادلة لعرقلة المبادرات والتقليل من شأن إنجازات الآخرين، مما حول الانتخابات إلى ساحة لتبادل الاتهامات وتصفية الحسابات.
توظيف القضايا
في معركة منصب النقيب، تم توظيف بعض القضايا للهجوم على المرشحين، مثل انتخاب النقيب الحالي، خالد البلشي، عضوًا في مجلس كلية إعلام الأزهر، وهو قرار سابق استخدم للهجوم عليه.
في المقابل، تعرض مشروع تمليك الصحفيين أراضٍ زراعية، الذي طرحه المرشح عبد المحسن سلامة، لحملة سخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
تأثير سلبي
تؤثر هذه الممارسات سلبًا على العملية الانتخابية، وتضر بصورة النقابة والمرشحين على حد سواء. كما تم توظيف الانقسامات السياسية والأيديولوجية لتأجيج الصراع.
تحديات جوهرية
تُغيب هذه الصراعات التحديات الحقيقية التي تواجه النقابة، مثل غياب الإصلاحات الهيكلية وضعف التأثير المؤسسي.
بدل التدريب والتكنولوجيا
أصبح «بدل التدريب والتكنولوجيا» قضية خلافية، حيث اتهم البعض باستخدامه انتخابيًا، بينما رأى آخرون أن مناقشته بهذه الطريقة إهانة للجمعية العمومية.
مسار مهني
تُعمق هذه الصراعات أزمة النقابة، وتضر بسمعة الكيانات التمثيلية. ولمواجهة هذه الظاهرة، يجب تعزيز الوعي المهني، وتفعيل أدوات الرقابة الأخلاقية، وترسيخ ثقافة الحوار، والتركيز على البرامج الانتخابية.