الأخبار

عيد حزين في غزة: صلاة بين الأنقاض وهدنة بعيدة المنال

كتب: أحمد المصري

غزة تحت القصف: عيد الفطر يطلع على أنقاض المدينة

حلّ عيد الفطر على قطاع غزة هذا العام حاملاً معه مرارة الحرب ووطأة الدمار، بدلاً من البهجة والسرور. فبينما يحتفل العالم الإسلامي بعيد الفطر، يعيش سكان غزة واقعاً مأساوياً تحت وطأة القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023، والذي حوّل أحياءً كاملة إلى ركام وأودى بحياة عشرات الآلاف.

صلاة العيد بين ركام المساجد

مع بزوغ شمس أول أيام العيد، توجه الفلسطينيون في غزة إلى ما تبقى من مساجدهم لأداء صلاة العيد، وسط مشاهد الدمار والخراب. حمل المصلون في قلوبهم أحزانهم على فقد أحبائهم، الذين سقطوا ضحايا لهذه الحرب الضروس، والتي حالت دون دفن العديد منهم بسبب استمرار القتال وصعوبة انتشال الجثث من تحت الأنقاض.

أقيمت صلاة العيد على ركام المساجد وفي أطراف خيام النزوح وداخل المدارس التي تحولت إلى ملاجئ، في مشهد يعكس إصرار الغزيين على إحياء شعائرهم الدينية رغم أزيز القصف ورائحة الموت.

تكبيرات العيد تخالطها أصوات الانفجارات

رصد المركز الفلسطيني للإعلام صدى تكبيرات العيد في جميع أنحاء قطاع غزة المنكوب، حيث أحيا الصغار والكبار شعيرة العيد في أماكن نزوحهم وعلى أنقاض مدينتهم المدمرة. وتظهر الصور ومقاطع الفيديو تجمع المئات لأداء الصلاة في أماكن سكنهم، فيما استقبلت عائلات القطاع العيد بمشاعر الفقد والحزن على الشهداء.

فرحة العيد غائبة.. وحصار خانق يفاقم المعاناة

في ظل الحصار الخانق المفروض على القطاع، والنقص الحاد في المواد الغذائية والوقود، سعت الأمهات جاهداتٍ لرسم بصيص أمل على وجوه أطفالهن، فأعددن ما تيسر من حلويات ومخبوزات بإمكانيات متواضعة، مستخدمات الحطب بدلاً من الغاز المنقطع.

وعلى الرغم من محاولات بعض التجار إعادة فتح متاجرهم استعدادًا للعيد، إلا أن الحركة التجارية بقيت مشلولة تقريبًا، بسبب نقص البضائع وارتفاع أسعارها، وتدهور القدرة الشرائية للسكان، الذين فقد معظمهم منازلهم وأُجبروا على النزوح مرارًا هربًا من القصف.

آمال معلقة على الوساطات الدولية

فيما تتواصل المأساة في غزة، تكثف الوساطات الدولية، بقيادة مصر وقطر والولايات المتحدة، جهودها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. غير أن الخلافات بين إسرائيل وحركة حماس، لا سيما حول مدة التهدئة وعدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، تعقّد مسار المفاوضات.

وبينما وافقت حماس على مقترح جديد قدمته القاهرة والدوحة، أعلنت إسرائيل عن تقديم “اقتراح مضاد” بالتنسيق مع واشنطن، مصرةً على أن يقتصر أي اتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن، في حين تطالب حماس بوقف شامل للحرب.

في ظل هذا الجمود السياسي، يبقى الفلسطينيون في غزة يعيشون عيداً مختلفاً مملوءاً بالألم والحرمان، يترقبون يوماً يحل فيه السلام وتعود بهجة العيد الحقيقية، بعيداً عن أصوات المدافع ورائحة الدمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى