رايتس الهندية العملاقة تستهدف تعزيز التعاون مع مصر وإفريقيا في مشروعات البنية التحتية

كتب: أحمد محمود
في زيارةٍ تعكس عمق العلاقات التاريخية والمتنامية بين الهند والقارة الإفريقية، قام وفدٌ من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام المصرية والإفريقية بزيارة مقر شركة «رايتس» الهندية العملاقة (Rail India Technical and Economic Service)، الذراع الاستشارية والهندسية لقطاع النقل في الهند، يوم الجمعة.
تاريخ حافل من التعاون
خلال لقاءٍ موسّع مع 47 صحفيًا يمثلون 23 دولة أفريقية، بينهم موفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى نيودلهي، استعرض رئيس مجلس إدارة شركة رايتس، المهندس راجيف ميهرا، تاريخ الشركة الممتد لأكثر من خمسين عامًا، مركزًا على تجارب التعاون المثمرة في القارة الإفريقية. وقد أشار ميهرا إلى تاريخ التعاون بين شركته ومصر، معربًا عن تطلعه إلى استئناف هذا التعاون وتوسيع نطاقه في ظل الطفرة التنموية غير المسبوقة التي تشهدها مصر، لاسيما في مجال البنية التحتية.
مشروعات عملاقة في إفريقيا
أوضح ميهرا أن «رايتس» نفذت منذ تأسيسها عام 1974 أكثر من خمسين مشروعًا في أكثر من عشرين دولة إفريقية، شملت مشروعات تطوير خطوط السكك الحديدية، وإنشاء الموانئ الجافة، وتقديم الاستشارات الفنية وخدمات التصميم والإشراف، إضافة إلى تدريب الكوادر المحلية ونقل المعرفة. وأكد أن إفريقيا تمثل شريكًا أساسيًا في استراتيجية النمو المستقبلية للشركة، خاصة في ظل احتياجات القارة المتزايدة للبنية التحتية المستدامة. واستعرض مشروعات عملاقة نفذتها “رايتس” في عدد من الدول الأفريقية من بينها تنزانيا، زامبيا، موزمبيق، السنغال، السودان، إثيوبيا، وأوغندا.
شراكة استراتيجية مع إفريقيا
شدد ميهرا على أن الهند لا تنظر إلى القارة الإفريقية كمجرد سوق للاستثمار أو التصدير، بل كشريكٍ استراتيجي في التنمية، مشيرًا إلى العلاقات طويلة الأمد التي تربط الشركة بالعديد من الحكومات الأفريقية والمؤسسات الإقليمية. وفي ختام الزيارة، قام الوفد بجولة ميدانية في أقسام العمل بشركة رايتس، حيث اطلع على نماذج لمشروعات يتم تنفيذها حاليًا في إفريقيا، بالإضافة إلى تقنيات المتابعة الرقمية عن بُعد، وأنظمة إدارة المشروعات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وخطط الشركة المستقبلية للتوسع في أسواق جديدة في إفريقيا.
تعزيز التعاون الإعلامي والاقتصادي
أعرب المشاركون في الوفد عن تقديرهم لحفاوة الاستقبال، مؤكدين أهمية هذه الزيارات في تعزيز التفاهم وتشجيع الشراكات بين دول الجنوب، وفتح آفاق جديدة للتعاون الإعلامي والاقتصادي في عالمٍ متغير. تجدر الإشارة إلى أن الهند تُعد من أكبر الشركاء التجاريين للقارة الإفريقية، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بينهما 98 مليار دولار في السنوات الأخيرة، كما خصصت نيودلهي خطوط تمويل بنحو 12 مليار دولار لتمويل مشروعات تنموية في أكثر من 40 دولة إفريقية. وتلعب الشركات الهندية، ومنها «رايتس»، دورًا متناميًا في هذه الديناميكية، من خلال المساهمة في بناء سكك حديدية، ومستشفيات، وشبكات طاقة، ومراكز تدريب.