ذكرى الإبادة الرواندية: مصر ورواندا.. شراكة في التنمية ومواجهة الكراهية

كتب: أحمد عبد العزيز
أشاد سفير رواندا لدى مصر، دان مونيوزا، بالشراكة المصرية الرواندية في مجالات التنمية والسلام، بما في ذلك المناقشات التعاونية حول حل الأزمة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
رواندا تحيي ذكرى الإبادة الجماعية ضد التوتسي
جاءت هذه التصريحات خلال الاحتفال الذي أقامته سفارة رواندا في مصر بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين للإبادة الجماعية ضد التوتسي عام 1994، والمعروفة باسم (Kwibuka31)، بحضور عدد من الدبلوماسيين ورجال الأعمال ورجال الدين وأفراد الجالية الرواندية.
«كويبوكا»: التذكير واجب وطني
قال السفير الرواندي: «(كويبوكا) – بمعنى التذكر – لا يقتصر على النظر إلى الماضي فحسب، بل يشمل مواجهة حقيقة ماضينا المؤلم وحماية حياتنا للمستقبل. لقد تعلمت رواندا درسًا قاسيًا مفاده أنه لا يجب على أحد أن يتقاعس عن التدخل لوقف المجازر. واليوم، نقف شاهدًا على الصمود والوحدة والتقدم».
الإبادة جريمة مُدبرة وليست عفوية
أوضح السفير أن الإبادة الجماعية ضد التوتسي لم تكن حدثًا عفويًا، بل كانت حملة مُدبرة غذتها الانقسامات والكراهية وفشل المجتمع الدولي. كما سلط الضوء على الجهود الرواندية المستمرة للكشف عن رفات الضحايا، حيث تم اكتشاف 258 جثة مؤخرًا في منطقة هوي بجنوب رواندا، وهو تذكير صارخ بأن جروح عام 1994 لا تزال حية.
مخاوف من استمرار أيديولوجية الإبادة
أعرب مونيوزا عن مخاوفه إزاء التهديد المستمر لأيديولوجية الإبادة، لا سيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث لا تزال مجتمعات التوتسي تواجه الاضطهاد. وأدان أنشطة القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي ميليشيا مرتبطة بفظائع عام 1994، ودعا إلى تحرك دولي لتفكيك العنف المدفوع بالكراهية، مؤكدًا أن «لن يتكرر هذا أبدًا» يجب أن يكون التزامًا مدعومًا بإجراءات ملموسة.
مصر تشيد بصمود رواندا
من جانبه، أشاد السفير محمد صفوت، نائب مساعد وزير الخارجية المصري، بصمود رواندا، مشيرًا إلى أن الشعب الرواندي، بقيادة الرئيس بول كاجامي، حوّل بلاده إلى نموذج مُلهم. وأكد صفوت أهمية الاستقرار الإقليمي، داعيًا إلى حلول إفريقية للمشكلات الإفريقية من خلال الحوار والتكامل، والتزام مصر بتعزيز العلاقات الثنائية، بما في ذلك افتتاح مستشفى مجدي يعقوب لأمراض القلب في كيجالي قريبًا.
الحوار والتكامل أساس السلام
أضاف صفوت أن تجدد عدم الاستقرار في منطقة البحيرات العظمى يُثقل كاهل الضمير الجماعي، وأن السلام والازدهار المستدامين لا يمكن أن يتجذرا إلا في الحوار والتكامل الإقليمي واحترام السيادة، مؤكدًا دعم مصر الكامل لجهود الوساطة الجارية.
تكريم الضحايا وإضاءة شعلة الذكرى
ألقى السفير دان مونيوزا كلمة مؤثرة أشاد فيها بأرواح أكثر من مليون ضحية، وأكد على أهمية إحياء الذكرى. حضر الاحتفال عدد من الشخصيات الدبلوماسية والدينية، وتضمن دقيقة صمت تكريمًا لأرواح الضحايا، وإضاءة شعلة الذكرى التي ترمز إلى الأمل.