دليل التنسيق الحضارى صادر 2018.. يقدم أساليب الحفاظ على الأعمال الفنية بالميادين العامة..ويبرز عوامل تلف الأعمال الفنية بالبيئة المفتوحة..وطرق استخدام التقنيات لإزالة الأتربة والاتساخات أو لحام الأجزاء المنفصلة
من المعروف أن مهام وزارة الثقافة، الحفاظ على المباني التراثية والأعمال الفنية التي تضع فى الميادين العامة، فالثقافة هي المسئولة عن نشر الجمال والارتقاء بالذوق والحسى الفني لدى الشعب المصرى، ولذا كان ولا يزال للتنسيق الحضارى دور مهم فى هذه المسألة، حيث قام خلال عام 2018 بإصدار دليل عن أساليب الحفاظ على الأعمال الفنية وزع على جميع مكاتب محافظات الجمهورية، ليكون مرجعًا مهمًا بشأن التعامل مع الأعمال الفنية بالميادين العامة..
وجاء فى مقدمة الدليل: “تعد الآثار والمقتنيات الثقافية هي كنوز التراث القومى والعالمى للحضارات، قد تكون تمثالا أو مخطوطا أو إطلالا مدون عليها نقوش وكتابات أو حديقة تاريخية تروى فى صمت تاريخ وحضارة الشعوب، والحفاظ على هذه الكنوز مهمة صعبة يلعب فيها العلم والتكنولوجيا مع الفن دورًا مهمًا فى عملية تسمى الترميم والصيانة.
هذا العلم الذى أصبح علمًا قائمًا بذاته بعد أن تطورت أساليبه تطورًا كبيرًا فى النصف الأخير من القرن العشرين يستند من جهه إلى علوم الكيمياء والطبيعة والجيولوجيا والعمارة والهندسة وميكانيكا الصخور وعلوم الأرض والمياه.
ومن جهة أخرى إلى الفنون وأصول وأساسيات الحرف وهناك قول مأثور عن أحد علماء الترميم “إن أراد المرمم التفوق عليه أن يتعلم مع المشتغلين بالآثار والفنون من جهة ومع المشتغلين بالعلوم الطبيعية من جهة أخرى”.
وتأسيسا على ذلك، فإن أعمال الترميم ليست مجرد عمليات إصلاح لما يتلف من العمل الفني أو الآثر، بل هي عمليات ذات طبيعة خاصة، لها أصولها ومعاييرها، ولا بد أن تمارس من منطلق الخبره الواسعة والدراية الكاملة بطبيعة وخصائص النوعيات المختلفة من الأعمال الفنية والأثرية، وإلا فقدت عمليات الترميم الغرض منها وكم أضاع الترميم الخطأ تحفا فنيا وآثارا نادرة ومعلومات تاريخية أفقدت تلك العناصر أهميتها.
وانطلاقا من هذا المفهوم، لا بد أن تتلاءم وتتنوع أعمال الترميم حسب نوعية وخصائص الحالة المطلوب ترميمها، من حيث بيئتها ومادتها وسماتها الفنية، باعتبار أن العمل الفني ليس كيانا ماديا مجردا من المحتوى الفكرى والفنى والحضارى.
أشهر المواد المستخدمة فى نحت التماثيل والنصب التذكارية والجداريات قديما وحديثا
أولا:
الحجر
مادة طبيعية توجد عادة فى صور كتل ضخمة تتكون بصفة أساسية من معدن واحد مع نسب صغيرة من معادن أخرى، مثال ذلك الحجر الجيرى – الحجر الرملى.
الصخر
مادة طبيعيه تتكون من أكثر من معدن بالإضافة إلى نسب بسيطة من المعادن الثانويه مثال ذلك الجرانيب – البازلت
وهناك ثلاث أنواع من الصخور “نارية – الرسوبية – المتحولة”
فى مجال النحت قديما وحديثا شاع استخدام الحجر الجيرى والرملى “صخور رسوبية”، وصخر الجرانيب والبازلت صخور نارية والكوراتزيت – ألباستر (متحول من الحجر الرملى – الحجر الجيرى)
المعادن وسبائكها مثل الحديد- النحاس (الأصفر – الأحمر) والبروز.
ثانيا المواد المستخدمة حديثا فى صناعة تماثيل الميادين – المعادن:
المعادن وسبائكها مثل الحديد- النحاس – البرونز- الخ
البولى إستر
GRC خليط من الاسمنت الأبيض والرمل الأبيض والأديبوند
GRB خليط من الاسمن الأسود والرمل الناعم والاديبوند
مادة الجبس كبريتات الكالسيوم.
أساليب الحفاظ على الأعمال الفنية بالميادين العامة
عوامل تلف الأعمال الفنية بالبيئة المفتوحة
1- الرياح
خاصة تلك المحملة بالرمال التي تكون بمثابة المناشير التي تنحر فى مادة الأعمال الفنية خاصة الضعيفة، منها مسببة مظاهر تلف بأشكال متعددة بالإضافة إلى إزالة أى معلومات مدونة على العمل الفني سواء كان تماثيل أو لوحات جدارية أو نصب تذكارية، بالإضافة إلى تشويه الأسطح الخارجية وطمس الزخارف المميزة لتلك الأعمال الفنية، وللرياح دور آخر هدام يتمثل فى قدرتها على نقل غازات التلوث الجوى إلى مسافات كبيرة والتي تتحول فى الأجواء الرطبة الى أحماض ضارة باسطح الأحجار ويمكن التخلص من هذه الظاهرة بإجراء دراسة لإتجاه الرياح وتحديد الاتجاهات التي تقل فيها شده الرياح.
2-الامطار
تؤثر الامطار بشكل كبير على الأعمال الفنية والأثرية ما تحتويه من زخارف نتيجه لما ينتج عنها من نحر وانجراف، وفقا لكميه هذه الأمطار وشدتها والمدة الزمنية التي تستغرقها، وكذلك وفقا لطبيعة الأعمال الفنية والأثرية من حيث طبيعة ونوع مواد الصناعة ويزيد تأثير الأمطار إذا كانت مصحوبة بالرياح الشديدة حيث ينتج عن الامطار تشبع الأعمال الفنية بالمياة والتي بتعرضها لأشعة الشمس المباشرة يحدث تبخر مؤديا ما يعرف بالتبلور الملحى.
3 -الاختلاف الشديد بين درجات الحرارة
التغيرات الحرارية اليومية والموسمية حيث تختلف درجات حرارة الليل والنهر فى بعض الأماكن لأكثر من عشر درجات، وتتأثر المعادن المكونة للصخور بهذا التباين الكبير نتيجة لإختلاف التمدد الحرارى لكل معدن، حيث تؤدى هذه الظاهرة إلى ضغوط ناتجة عن تمدد المواد عند ارتفاع درجات الحرارة وانكماشها عند انخفاضها وبتكرار حدوث تلك الظاهرة يحدث تشوه وانبعاجات فى الكسوة الحجرية ينتج عنها شروخ دقيقة وتشوهات فى السطح الخارجي.
4- التلف البشرى
يمثل التلف البشرى فى التعامل السيئ مع الأعمال الفنية المنتشرة فى ميادين مصر بل وصل إلى تماثيل المعروضة فى العرض المكشوف بمتاحف مصر، ويمثل التلف البشرى فى استعمال أدوات حادة وأقلام لتسجيل تاريخ او اسم المتعدى محدثا تشويه لتلك الأعمال الفنية وفقدها الكثير من القيم الجمالية لها، ويندرج تحت هذا العامل المتلف الترميم الخاصى بإيادى غير متخصصه ومدركه لطبيعه مواد الترميم ومدى تجانسها مع مادة العمل الفني وعدم إلحاقه بأى أضرار مستقبلية لايدركها إلا المتخصصون.
أساليب ترميم الأعمال الفنية والتماثيل
أولا: خلفية عامة عن تطور أساليب ترميم الأعمال الفنية والتماثيل
أولى محاولات وضع فلسفه الحفاظ على الأعمال الفنية التي كانت فى بيان عام 1877 عن طريق مجلس حماية المباني القديمة، بناء على رغبة المهتمين بعملية الصيانة، وفى هذا المؤتمر انطلقت دعوة استخدام مصطلح صيانة بدلا من مصطلح ترميم وعلى أي حال اعتبر هذا بمثابة نقطة الانطلاق للعديد من السياسات اللاحقة التي تم فيها.
مؤتمر أثينا عام 1931 تم تنظيمه عن طريق المجلس الدولى للمتاحف الذى وضع مبادئ أساسية لممارسه الحفاظ على الاثار.
المؤتمر الدولى الثانى للمعمارين والفنيين بمدينة البندقية 1964 الذى شجع على دراسة النظرية والمنهجية والتكنولوجيا وتطبيقاتها فى حفظ الأعمال الفنية والمبانى التراثية وحث هذا المؤتمر على أهمية النسيج الأصلى والتوثيق الدقيق لأى تدخل.
ميثاق فلورنسا 1982 عن أهمية وكيفية تطوير الحدائق التاريخية.
وميثاق ابيلتون 1983 لحماية وتحسين البيئة العمرانية الذى حث على احترام النسيج الاصلى.
وتوصيات منظمة الأمم المتحدة اليونسكو خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على طابع الجمال والمناظر الطبيعية والتوصيات المتعلقة بالحفاز على الممتلكات الثقافية وحمايتها من المخاطر التي تتعرض لها، وغيرها من المواثيق التي حددت معايير ترميم التراث التاريخى المادى والفنى.
ثانيا: توثيق الأعمال الفنية والتماثيل:
باستخدام التنقيات الحديثة بالرسم العادى مع تحديد مظاهر التلف على تلك الرسومات او استخدام الرسم ثنائى او ثلاثى الابعاد.
التصوير باستخدام الكاميرات الرقمية لتسجيل مراحل العمل قبل واثناء وبعد الترميم.
اجراء الفحوص والتحاليل المختلفة لمظاهر التلف وتحديد نوعية البقع والاتساخات ونوعية مادة العمل الفني لوضع خطط الترميم العلمية وتوفير المجهود وتقليل الميزانيات المرصودة للمشروع.
اعداد التقارير العلمية والتي تسجل بكل دقة أسلوب الصيانة الدورية بعد انتهاء كل مشروع.
البحث عن أساليب جديدة لعمل حماية للاعمال الفنية من تأثير عوامل تلفها لتحقيق مبدأ مهم من مبادئ الصيانة الوقائية.
دليل التنسيق الحضارى حول كيفية التعامل مع تماثيل الميادين العامة
ثالثا: مرحلة التنظيف
1- بقع واتساخات الاعمال الفنية المصنوعة من مواد غير مساميه _ الجرانيت -جرانودايوريت – بازلت – رخام)
-الاتساخات العادية يمكن ازالتها باستخدام بالطريق الميكانيكيه الفرش الناعمة والخشنة ويمكن استخدام الماء حيث انه من المذيبات الأمنة وله سفه القطبية.
-اتساخات الدهون والزيوت يمكن ازالتها باستخدام المذيبات العضوية مثل الطولوين – الاسيتون – الكحول الايثيلى – الكحول الميثيلى – داى ميثيل فورمايد – الخ.
2- بقع واتساخات الاعمال الفنية المصنوعة من أحجار مسامية( حجر جيرى – حجر رملى) تزال بالطرق الميكاتيكية وفى حالة عدم جدوى ذلك يتم فرد كمادات من الطفلة تعرف باسم سيولايت مضاف اليها مادة كربوكسى ميثيل سيليلوز بنسبه 3 سيبيولايت “كربوكسى ميثيل سيلوز” على أن يتم فرد ورق كلينكس على الأسطخ قبل تطبيق الكمادة وعلى أن يكون سمك الكمادة من 3:2 ملى وتترك لمدة ساعة على أن تزال وتشطف الاسطح بالماء المقطر، وفى حالة جدوى ذلك يتم الاستعانة بالمختصيين بوزارة الاثار.
رابعا: مرحلة الاستكمال
فى حالة فقد أجزاء من الأعمال الفنية من تأثير التلف البشرى أو عوامل التعرية يتم الاستكمال بخامات متجانسه مع مادة العمل الفني، فعلى سبيل المثال اذا كان العمل من مادة الحجر الجيرةى ويفضل استخدام منوه الجير والرمل بنسبه 3-1 فى حاله ما اذا كان الجير السمتخدم حيا يتم إطفائه بالأسلوب العلمي السليم وهو ضع الجير الحى فى الماء وليس العكس وتركه مده لا تتجاوز سبعة أيام على أن يطفأ فى حفره ويعلو الجير المياة بارتفاع حوالى اسم تقريبا.
تم تنفيذ عملية الاستكمال للفجوات الموجودة بالتمثال مع مراعاه وضع كسر احجار صغيرة فى حالة زيادة عمق الفجوات المراد استكمالها ويتك اسكمالها على أكثر من مرحلة لتجنب حدوث شرزخ بالاسكتمال، أما فى حالة الأحجار الصلبة مثل الجرانيت يفضل الاستكمال بحصو الجرانيب المخلزط بمادة الايبوكسى حسب الحاجة وينطبق ذلك على التماثيل الرخامية مع استخدام كسر الخام بدلا من كسر الجرانيب ويفضل تنفيذ هذه المرحلة بمعرفة الفنان المنفذ للعمل الفني إذا كان معاصرا او أخد المختصين حال تعذر ذلك.
خامسا: التعامل مع التماثيل المنفذة من سبيكة البرونز
-التنظيف الميكانيكى باستخدامن الفرش الناعمة لإزالة الأتربة.
-دراسة تاريخية لمعرفة تكنيك الباتينا المستخدمة لحماية تماثيل الميادين التي تستخدم لتأرخ التماثيل ووجوبيه الحفاظ عليها لأنها جزء لا يتجزأ من العمل الفني، ومميز لفترة صناعة التمثال.
-وفى حالة تلف اجزاء منها يتم ترميمه بنفس الخامات التي استخدمها المثال مهما بلغت التكلفة لاصالة هذه الطبقة، على سبيل المثال وليس الحصر تمثال إبراهيم باشا بميدان الاوبرا.
-استخدام المشارط مختلفة المقاسات والاشكال فى إزالة مركبات الصدأ مع التأكد على عدم مساس طبقة الباتينا الحاميه للمعدن أو السبيكة المنفذ منها العمل الفني.
-لا يفضل استخدام العلاج الكيميائى إلا على يد المختصين بترميم المعادن بوازة الاثار أو كليات الاثار بجامعات مصر لخطورة ذلك على عير المختصين من جهة وعلى العمل الفني من جهة أخرى.
-مرحلة الاستكمال أو لحام الأجزاء المنفصلة ويفضل تناولها عن طريق المختصين بأعمال سبك المعادن بالأساليب العلمية لهذه المرحلة شديدة الخصوصية والتعقيد وتحتاج إلى معلومات كثيرة قبل التدخل بالعلاج كدرجة انصهار المعدن أو السبيكة لاستخدام درجات حرارة اقل منها حتى لانتصر المادة المنفذ منها العمل الفني.
-الخطوة النهائية “مرحلة العزل” أو مبسطات الصدأ ويستخدم فى تلك المرحلة الشموع الطبيعية أو بعض المواد الكيميائية الأخرى مثل البنزوتر اى زول شديد الخطورة فى تحضيره وطريق تطبيقه والتي يفضل أيضا قيام المختصين بهذا التطبيق.
دليل التنسيق الحضارى