الثقافة المصرية تعيد صياغة الدراما: رؤية جديدة لمحتوى يليق بمصر

كتب: أحمد المصري

في خطوةٍ تعكس اهتمام الدولة المصرية بدور الدراما في تشكيل الوجدان وتعزيز الانتماء الوطني، ترأس الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الاجتماع الأول للجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام. جاء هذا الاجتماع، الذي عُقد بقرار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لمناقشة سبل تطوير المحتوى الدرامي المصري وآليات تعزيز دوره في مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية الراهنة.

الدراما: مرآة المجتمع المصري

أكد وزير الثقافة خلال الاجتماع على أهمية الدراما كفن جامع، يجمع بين جماليات الفنون المختلفة، من تشكيل وموسيقى ومعمار ولغة وشعر، في بناء سردي يعكس صورة المجتمع ويسهم في تشكيله. وأشار إلى أن الدراما المصرية الحقيقية تستلهم من روائع الفنون المصرية الخالدة، من أعمال محمود سعيد وسيف وانلي في التشكيل، إلى موسيقى بليغ حمدي وسيد درويش، وشاعرية صلاح عبد الصبور وأمل دنقل، وصوت أم كلثوم. كما استمدت الدراما المصرية قوتها من أدب نجيب محفوظ، وإبداعات صنع الله إبراهيم، فتحية العسال، بهاء طاهر، جمال الغيطاني، وحيد حامد، وأسامة أنور عكاشة، وغيرهم من الكُتاب الذين ساهموا في تشكيل وجدان الشعب المصري.

مسيرة حافلة بالإبداع

أوضح الدكتور هَنو أن الدراما المصرية قطعت شوطًا طويلاً على مدار 110 أعوام في السينما، وأكثر من 65 عامًا في الدراما التليفزيونية، شهدت خلالها تطورات كبيرة في الرؤية الجمالية والأدوات الفنية، ونتج عنها أعمال ملهمة تعبر عن هوية مصر العميقة، وتُجسد ملامح الشخصية المصرية.

بين الأصالة والحداثة

أكد وزير الثقافة على قدرة الدراما المصرية على تقديم محتوى يجمع بين الأصالة والحداثة، ويعبر عن هوية مصر العريقة، مشيرًا إلى أن صناعة الدراما تعتمد على مواهب صناعها في الكتابة والإخراج والتصوير والمونتاج والديكور وهندسة الصوت والإنتاج، لتقديم أعمال فنية ترتقي بذوق المشاهد.

دعم لا وصاية

شدد الوزير على أن هدف الاجتماع ليس فرض وصاية على الفن، بل دعمه واستعادة بريقه، مؤكدًا أن قرار تشكيل اللجنة العليا للدراما يهدف إلى دراسة التأثيرات الاجتماعية والنفسية للدراما والإعلام، واقتراح حلول لمعالجة أي سلبيات، ورسم مسار متكامل لإصلاح المزاج العام وبناء الشخصية المصرية، مع الالتزام بحرية الفكر والتعبير كركيزة أساسية لأي نهضة فنية حقيقية.

الدراما: سفير مصر الثقافي

اختتم الوزير كلمته بالتأكيد على دور صناع الدراما في تشكيل ذاكرة الأجيال، وحثهم على تقديم المزيد من الأعمال الملهمة، مؤكدًا أن الهدف ليس إحياء الدراما، بل دعمها ورسم رؤية واضحة لها لتظل سفيرًا ثقافيًا لمصر، تعكس الواقع من خلال الفن والجمال.

شخصيات بارزة في الاجتماع

وشهد الاجتماع مشاركة واسعة من شخصيات عامة وممثلي مؤسسات إعلامية وثقافية، من بينهم المهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والكاتب والإعلامي أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، عماد ربيع، رئيس قطاع الإنتاج الدرامي بالشركة المتحدة، وعلا الشافعي، رئيس لجنة المحتوى الدرامي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بالإضافة إلى عدد من الأكاديميين والخبراء الاجتماعيين والفنانين والمخرجين والكتاب.