التدهور البيئى وتغير المناخ أبرز اهتمامات “كوب 16″ للتنوع البيولوجى مع الاستعداد لـ”كوب 29”.. تقرير: أكثر من ثلث أنواع الأشجار على الكوكب مهددة.. وخبراء: البشر التهديد الرئيسى.. ومنع إزالة الغابات أبرز الحلول
تعتبر حماية الطبيعة وتغير المناخ من أكبر اهتمامات مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى كوب 16، فى الوقت الذى يستعد العالم للاحتفال بمؤتمر كوب 29 والذى سيكون له اهتمامات أكبر فى مناقشة الدول بمختلف العالم لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والذى من المقرر انعقاده من 11 إلى 22 نوفمبر فى مدينة باكو.
ويرى العديد من الخبراء أن البشر هم التهديد الرئيسى للأرض، حيث أن الأرض فقدت وفقا للدراسات الأخيرة حوالى ثلث مساحة الأراضى الرطبة بالإضافة إلى ارتفاع معدل إزالة الغابات، ووفقا للأمم المتحدة فإن أزمة التنوع البيولوجى لها 5 أسباب كلها من صنع الإنسان وذلك بسبب الاستغلال المفرط للموارد مثل المياه وتغير المناخ والتلوث.
كما يرى الخبراء أن تغير المناخ سيصبح المحرك الرئيسى لتدمير التنوع البيولوجى بحلول عام 2050، حيث قدر الخبير الاقتصادى بافان سوخديف قاد مشروع بحثى بعنوان اقتصاد النظم البيئية خسائر التنوع البيولوجى تتراوح بين 1.35 تريليون يورو و3 تريليون يورو سنويا.
قالت صحيفة لاراثون الإسبانية أن 38% من أنواع الأشجار فى العالم معرضة لخطر الانقراض، حسبما أكد الاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة IUCN، فى تقرير له.
وحذر التقرير من أنه من بين 47282 نوعًا تم تقييمها (80% من الأنواع المعروفة)، هناك 16425 نوعًا مهددًا – والمشكلة خطيرة بشكل خاص فى الجزر والغابات الاستوائية.
وتحذر جريثيل أجيلار، المدير العام للاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة، من أن الأشجار تعتبر عناصر “ضرورية للحفاظ على الحياة على الأرض بسبب دورها الحيوى فى النظم البيئية وفى معيشة ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على الحياة، وتشير التقديرات إلى أن هناك حوالى 60 ألف نوع من الأشجار فى العالم، ونقصها يهدد البيئة.
وقال مالين ريفرز، منسق التقييم العالمى للأشجار فى المنظمة الدولية للحفاظ على الحدائق النباتية خلال مشاركته فى مؤتمر التنوع البيولوجى كوب 16 المنعقد فى مدينة كالى الكولومبية أن “تغير المناخ، يظهر مرة أخرى، كواحد من أكثر العوامل تدميرا، خاصة فى المناطق الاستوائية بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر والعواصف، التى تكون أيضا أكثر شدة وتواترا”، مضيفة أن العمل “سيسمح باتخاذ قرارات وإجراءات أكثر استنارة عند الحاجة“.
وفى أمريكا الجنوبية، حيث يوجد أكبر تنوع للأشجار فى العالم، فإن 3356 نوعًا من أصل 13668 نوعًا تم تقييمها معرضة لخطر الانقراض، وفى كولومبيا، تم تحديد خمس مناطق رئيسية جديدة للتنوع البيولوجى تنمو فيها سبعة أنواع من الماجنوليا تعتبر مهددة بالانقراض ومهددة بشدة بالانقراض.
كما توجد فى إسبانيا العديد من الأشجار المهددة بالانقراض، خاصة فى نباتات الكنارى، مثل شجرة التين، المصنفة على أنها مهددة بالانقراض، أو شجرة الأديرنو فى الفئة المعرضة للخطر، ويقول ميغيل أنجيل نويفو، مهندس تقنى زراعى ومتخصص فى الحفاظ على الحدائق: “فى شبه الجزيرة، أفضل مثال هو التنوب الإسبانى (Abies pinsapo)، المصنف أيضًا على أنه مهدد بالانقراض والذى لديه خطة للتعافي”. الأشجار الأخرى ذات التقليد الطويل فى إسبانيا مثل كستناء الحصان (Aesculus hippocastanum) ليست فى حالة جيدة أيضًا.
ويشير الاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة إلى أن فقدان الأنواع يتسبب فى تأثير متسلسل يؤثر على آلاف النباتات والفطريات والحيوانات الأخرى، وذلك بسبب الدور الذى تلعبه الأشجار فى دورات الكربون والمياه والمغذيات وتكوين التربة وتنظيم المناخ. تعتبر الطيور من بين الطيور التى تأثرت بشكل كبير بهذا الاختفاء، لأن أكثر من ثلثى الطيور المهددة فى العالم تعتمد على الغابات، كما يقول الاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة.
وهناك أيضًا العديد من العناصر الضرورية للإنسان: أكثر من 5000 نوع من القائمة الحمراء تستخدم كخشب فى البناء وأكثر من 2000 نوع تستخدم لإنتاج الأدوية والغذاء والوقود.
ويشير فرانسيسكو يوريت، الباحث فى CREAF والأستاذ فى جامعة برشلونة المستقلة، إلى أن ما يقرب من 75% من المشكلة موجودة فى الغابات الاستوائية التى تعانى من إزالة الغابات بشكل مزمن. ويضيف: “على الرغم من أنه من الضرورى النظر إلى ما هو أبعد من منطقة الأمازون، نحو آسيا وإفريقيا، وهى بعض المناطق المنسية فى العالم، ولكن مع واحدة من أعلى معدلات إزالة الغابات اليوم”.، ويوضح أن معدل إزالة الغابات فى غابات الأمازون “تباطأ على الرغم من أنه لا يزال مرتفعا للغاية، ولكن من الواضح أن ذلك يعتمد على الحكومات الموجودة“.
كما يحذر سام روس، محلل مشروع الشركات المستدامة فى شركة ZLS، من أن هناك ضغوطًا متزايدة لوقف فقدان كتلة الغابات بحلول عام 2030، لكنهم اكتشفوا هذا العام أن “أغلبية أكبر 100 شركة للأخشاب الاستوائية ولب الورق فى العالم لم تصنع سوى تقدم محدود فى الكشف عن التزاماتهم بالتتبع وعدم إزالة الغابات على الإطلاق.